الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

أي: من هو الذي يهديكم حين تكونون في ظلمات البر والبحر، حيث لا دليل، ولا معلم يرى، ولا وسيلة إلى النجاة إلا هدايته لكم، وتيسيره الطريق، وجعل ما جعل لكم من الأسباب التي تهتدون بها، { وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } أي: بين يدي المطر، فيرسلها، فتثير السحاب، ثم تؤلفه، ثم تجمعه، ثم تلقحه، ثم تدره، فيستبشر بذلك العباد، قبل نزول المطر. { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } فعل ذلك؟ أم هو وحده، الذي انفرد به؟ فلم أشركتم معه غيره، وعبدتم سواه؟ { تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تعاظم وتنزه وتقدس عن شركهم وتسويتهم به غيره.