يخبر تعالى عن نفوذ مشيئته، وأنه لو شاء لبعث في كل قرية نذيراً، أي: رسولاً ينذرهم ويحذرهم، فمشيئته غير قاصرة عن ذلك، ولكن اقتضت حكمته ورحمته بك وبالعباد - يا محمد - أن أرسلك إلى جميعهم، أحمرهم وأسودهم، عربيهم وعجميهم، إنسهم وجنهم. { فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ } في ترك شيء مما أرسلت به، بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به. { وَجَاهِدْهُمْ } بالقرآن { جِهَاداً كَبيراً } أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق، وقمع الباطل، إلا بذلته، ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت، فابذل جهدك، واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.