الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } * { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً }

أي: ألم تشاهد ببصرك وبصيرتك كمال قدرة ربك، وسعة رحمته، أنه مدَّ على العباد الظل، وذلك قبل طلوع الشمس { ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ } أي: على الظل { دَلِيلاً } فلولا وجود الشمس، لما عرف الظل، فإن الضد يعرف بضده. { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } فكلما ارتفعت الشمس، تقلص الظل شيئاً فشيئاً، حتى يذهب بالكلية، فتوالي الظل والشمس على الخلق، الذي يشاهدونه عياناً، وما يترتب على ذلك من اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما، وتعاقب الفصول، وحصول المصالح الكثيرة بسبب ذلك من أدل دليل على قدرة الله وعظمته، وكمال رحمته وعنايته بعباده، وأنه وحده المعبود المحمود، المحبوب المعظم، ذو الجلال والإكرام.