يأمر تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعاً، بأنه رسول الله حقاً، مبشراً للمؤمنين بثواب الله، منذراً للكافرين والظالمين من عقابه، وقوله: { مُّبِينٌ } أي: بين الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به، ثم ذكر تفصيل النذارة والبشارة فقال: { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بقلوبهم إيماناً صحيحاً صادقاً { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بجوارحهم{ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } [الحج: 56] أي: الجنات التي يتنعم بها بأنواع النعيم من المآكل والمشارب والمناكح والصور والأصوات والتنعم برؤية الرب الكريم وسماع كلامه{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [الحج: 57] أي: جحدوا نعمة ربهم وكذبوا رسله وآياته فأولئك أصحاب الجحيم أي: الملازمون لها، المصاحبون لها في كل أوقاتهم، فلا يخفف عنهم من عذابها ولا يفتر عنهم لحظة من عقابها.