الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } * { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ }

هذا ثناء من الله على رسوله لوط عليه السلام بالعلم الشرعي، والحكم بين الناس، بالصواب والسداد، وأن الله أرسله إلى قومه، يدعوهم إلى عبادة الله وينهاهم عما هم عليه من الفواحش، فلبث يدعوهم، فلم يستجيبوا له، فقلب الله عليهم ديارهم وعذبهم عن آخرهم، لأنهم { قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } كذبوا الداعي، وتوعدوه بالإخراج، ونجى الله لوطاً وأهله، فأمره أن يسري بهم ليلاً، ليبعدوا عن القرية، فسروا ونجوا، من فضل الله عليهم ومنَّته. { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ } التي من دخلها، كان من الآمنين، من جميع المخاوف، النائلين كل خير وسعادة وبر وسرور وثناء، وذلك لأنه من الصالحين، الذين صلحت أعمالهم، وزكت أحوالهم، وأصلح الله فاسدهم والصلاح هو السبب لدخول العبد برحمة الله، كما أن الفساد سبب لحرمانه الرحمة والخير، وأعظم الناس صلاحاً الأنبياء عليهم السلام، ولهذا يصفهم بالصلاح، وقال سليمان عليه السلام:وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ } [النمل: 19].