الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

أي: { إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ } فتظهروها وتكون علانية حيث كان القصد بها وجه الله { فَنِعِمَّا هِيَ } أي: فنعم الشيء { هِيَ } لحصول المقصود بها { وَإِن تُخْفُوهَا } أي: تسروها { وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } ففي هذا أن صدقة السر على الفقير أفضل من صدقة العلانية، وأما إذا لم تؤت الصدقات الفقراء فمفهوم الآية أن السر ليس خيراً من العلانية، فيرجع في ذلك إلى المصلحة، فإن كان في إظهارها إظهار شعائر الدين وحصول الاقتداء ونحوه، فهو أفضل من الإسرار، ودل قوله: { وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ } على أنه ينبغي للمتصدق أن يتحرى بصدقته المحتاجين، ولا يعطي محتاجاً وغيره أحوج منه، ولما ذكر تعالى أن الصدقة خير للمتصدق ويتضمن ذلك حصول الثواب قال: { وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ } ففيه دفع العقاب { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } من خير وشر، قليل وكثير والمقصود من ذلك المجازاة.