الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا، وَذُكِّرُوا فلم يتذكروا، { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ } لقبض أرواحهم { أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } بالعذاب الذي سيحل بهم فإنهم قد استحقوا وقوعه فيهم، { كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } كذبوا وكفروا، ثم لم يؤمنوا حتى نزل بهم العذاب. { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } إذ عذبهم، { وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } فإنها مخلوقة لعبادة الله، ليكون مآلها إلى كرامة الله، فظلموها وتركوا ما خلقت له، وعرضوها للإهانة الدائمة والشقاء الملازم. { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } أي: عقوبات أعمالهم وآثارها، { وَحَاقَ بِهِم } أي: نزل { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } فإنهم كانوا إذا أخبرتهم رسلهم بالعذاب استهزؤوا به، وسخروا ممن أخبر به، فحل بهم ذلك الأمر الذي سخروا منه.