فهبتهم من أكبر النعم، وكونهم على الكبر في حال الإياس من الأولاد نعمة أخرى، وكونهم أنبياء صالحين، أجلُّ وأفضل، { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ } أي: لقريب الإجابة ممن دعاه، وقد دعوته، فلم يخيب رجائي، ثم دعا لنفسه ولذريته، فقال: { رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ * رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } فاستجاب الله له في ذلك كله، إلا أن دعاءه لأبيه إنما كان عن موعدة وعده إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.