الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } * { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } * { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ }

يقول تعالى - مبيناً حال المكذبين لرسوله من كفار قريش، وما آل إليه أمرهم: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً } ونعمة الله هي إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يدعوهم إلى إدراك الخيرات في الدنيا والآخرة، وإلى النجاة من شرور الدنيا والآخرة، فبدلوا هذه النعمة بردها، والكفر بها والصَّدِّ عنها بأنفسهم. { وَ } صدهم غيرهم حتى { أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } وهي النار، حيث تسببوا لإضلالهم، فصاروا وبالاً على قومهم، من حيث يظن نفعهم، ومن ذلك أنهم زينوا لهم الخروج يوم " بدر " ليحاربوا الله ورسوله، فجرى عليهم ما جرى، وقتل كثير من كبرائهم وصناديدهم في تلك الوقعة. { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا } أي: يحيط بهم حرها من جميع جوانبهم { وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً } أي: نظراء وشركاء { لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ } أي: ليضلوا العباد عن سبيل الله بسبب ما جعلوا لله من الأنداد، ودعوهم إلى عبادتها، { قُلْ } لهم متوعداً: { تَمَتَّعُواْ } بكفركم وضلالكم قليلاً، فليس ذلك بنافعكم { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } أي: مآلكم ومقركم ومأواكم فيها وبئس المصير.