الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

يقول تعالى مبيناً فضل القرآن الكريم على سائر الكتب المنزلة: { وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً } من الكتب الإلهية { سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ } عن أماكنها { أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ } جناناً وأنهاراً { أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ } لكان هذا القرآن. { بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً } فيأتي بالآيات التي تقتضيها حكمته، فما بال المكذبين يقترحون من الآيات ما يقترحون؟ فهل لهم أو لغيرهم من الأمر شيء؟. { أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً } فليعلموا أنه قادر على هدايتهم جميعاً، ولكنه لا يشاء ذلك، بل يهدي من يشاء ويضل من يشاء، { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } على كفرهم، لا يعتبرون ولا يتعظون، والله تعالى يوالي عليهم القوارع التي تصيبهم في ديارهم، أو تحل قريباً منها، وهم مصرون على كفرهم { حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ } الذي وعدهم به، لنزول العذاب المتصل الذي لا يمكن رفعه، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } وهذا تهديد لهم وتخويف من نزول ما وعدهم الله به على كفرهم وعنادهم وظلمهم.