الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } * { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ }

يقول تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } أي: يخاف منه الصواعق والهدم، وأنواع الضرر، على بعض الثمار ونحوها، ويطمع في خيره ونفعه، { وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } بالمطر الغزير الذي به نفع العباد والبلاد. { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ } وهو الصوت، الذي يسمع من السحاب المزعج للعباد، فهو خاضع لربه مسبح بحمده، { وَ } تسبح { ٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } أي: خشعاً لربهم خائفين من سطوته، { وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ } وهي هذه النار التي تخرج من السحاب، { فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ } من عباده، بحسب ما شاءه وأراده { وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ } أي: شديد الحول والقوة، فلا يريد شيئاً إلا فعله، ولا يتعاصى عليه شيء، ولا يفوته هارب. فإذا كان هو وحده، الذي يسوق للعباد الأمطار والسحب التي فيها مادة أرزاقهم، وهو الذي يدبر الأمور، وتخضع له المخلوقات العظام التي يخاف منها، وتزعج العباد، وهو شديد القوة - فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له. ولهذا قال: { لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ... }.