أي: { وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } متفقين على الدين الصحيح، ولكنهم اختلفوا، فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم، { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بأن ننجي المؤمنين، ونهلك الكافرين المكذبين، وصار هذا فارقاً بينهم { فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ولكنه أراد امتحانهم وابتلاء بعضهم ببعض، ليتبين الصادق من الكاذب. { وَيَقُولُونَ } أي: المكذبون المتعنتون، { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعنون: آيات الاقتراح التي يعينونها كقولهم:{ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } الآيات [الفرقان: 7]. وكقولهم:{ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } الآيات [الإسراء: 90]. { فَقُلْ } لهم إذا طلبوا منك آية { إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ للَّهِ } أي: هو المحيط علماً بأحوال العباد، فيدبرهم بما يقتضيه علمه فيهم وحكمته البديعة، وليس لأحد تدبير في حكم ولا دليل، ولا غاية ولا تعليل. { فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ } أي: كل ينتظر بصاحبه ما هو أهل له، فانظروا لمن تكون العاقبة.