الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } * { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ }

شرح الكلمات:

فرح المخلفون: أي سرّ الذين تخلفوا عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقالوا: لا تنفروا في الحر: أي قال المنافقون لبعضهم بعضاً لا تخرجوا للغزو في الحر.

لو كانوا يفقهون: أي لو كانوا يفقهون أسرار الأمور وعواقبها ونتائجها لما قالوا: لا تنفروا في الحر ولكنهم لا يفقهون.

فليضحكوا قليلاً وليبكوا: أي في الدنيا، وليبكوا كثيراً في الدار الآخرة.

فإن رجعك الله إلى طائفة منهم: أي من المنافقين.

فاقعدوا مع الخالفين: أي المتخلفين عن تبوك من النساء والأطفال وأصحاب الأعذار.

معنى الآيات:

ما زال السياق في الحديث عن المنافقين فقال تعالى مخبراً عنهم { فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ } أي سر المتخلفون { بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللَّهِ } أي بقعودهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة { وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } في سبيله، وكرههم هذا للجهاد هو ثمرة نفاقهم وكفرهم وقولهم { لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرِّ } لأن غزوة تبوك كانت في شدة الحر، قالوا هذا لبعضهم بعضاً وهنا أمر الله تعالى رسوله أن يرد عليهم قولهم هذا فقال { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً } فلماذا لا يتَّقونها بالخروج في سبيل الله كما يتقون الحر بعدم الخروج، وقوله تعالى { لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } أي لما تخلفوا عن الجهاد لأن نار جهنم أشد حراً، ولكنهم لا يفقهون وقوله تعالى { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً } أي في هذه الحياة الدنيا بما يحصل لهم من المسرات { وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } أي يوم القيامة لما ينالهم من الحرمان والعذاب، وذلك كان { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الشر والفساد، وقوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ } أي فإن ردك الله سالماً من تبوك إلى المدينة إلى طائفة من المنافقين { فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ } معك لغزو وجهاد { فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً } وعلة ذلك { إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ } أي من النساء والأطفال فإن هذا يزيد في همهم ويعظم حسرتهم جزاء تخلفهم عن رسول الله وكراهيتهم الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- من علامات النفاق الفرح بترك طاعة الله ورسوله.

2- من علامات النفاق كراهية طاعة الله ورسوله.

3- كراهية الضحك والإِكثار منه.

4- تعمد ترك الطاعة قد يسبب الحرمان منها.