شرح الكلمات: سورة: أي قطعة من القرآن وسواء كانت آيات من سورة أو سورة بكاملها وحدها. زداته إيماناً: أي السورة قَوَّت إيمانه وزادت فيه لأنها كالغيث النافع. يستبشرون: فرحين بفضل الله تعالى عليهم. في قلوبهم مرض: أي شك ونفاق وشرك. فزادتهم رجساً: أي نجساً إلى نجس قلوبهم ونفوسهم. يفتنون: أي يمتحنون. ولا هم يذكرون: أي لا يتعظون لموات قلوبهم. صرف الله قلوبهم: دعاء عليهم بأن لا يرجعوا إلى الحق بعد انصرافهم عنه. لا يفقهون: أي لا يفهمون أسرار الخطاب لظلمة قلوبهم وخبث نفوسهم. معنى الآيات: هذا آخر حديث عن المنافقين في سورة براءة الفاضحة للمنافقين يقول تعالى { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } أي من سور القرآن التي بلغت 114 سورة نزلت وتليت وهم غائبون عن المجلس الذي تليت فيه، فمنهم أي من المنافقين من يقول: { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً } وقولهم هذا تهكم منهم وازدراء قال تعالى { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بحق وصدق { فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } لأنها نزلت بأحكام أو أخبار لم تكن عندهم فآمنوا بها لما نزلت فزاد بذلك إيمانهم وكثر كما كان أن إيمانهم يقوى حتى يكون يقيناً بما يتنزل من الآيات وقوله { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي فرحون مسرورون بالخبر الذي نزل والقرآن كله خير كما هم أيضاً فرحون بإيمانهم وزيادة يقينهم { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي شك ونفاق { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً } أي شكاً ونفاقاً { إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ }. وقوله تعالى { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } أي أيستمر هؤلاء المرضى بالنفاق على نفاقهم ولا يرون أنهم يفتنون أي من أجل نفاقهم مرة أو مرتين أي يختبرون بالتكاليف والفضائح وغيرها { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } من نفاقهم { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } فيتعظون فيتوبون هذا ما دلت عليه الآيات الأولى [124] والثانية [125] والثالثة [126] أما الآية الرابعة [127] فقد تضمنت سوء حال هؤلاء المنافقين وقبح سلوكهم فسجَّلَت عليهم وصمة عار وخزي إلى يوم القيامة إذ قال تعالى { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } أي وهم في المجلس وقرئت على الجالسين وهم من بينهم. { نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } وقال في سرية ومُخافَتَه هيا نقوم من هذا المجلس الذي نعير فيه ونشتم { هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } أي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن كان الجواب: لا يرانا أحد انصرفوا متسللين لواذاً قال تعالى في دعاء عليهم: { صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم } أي عن الهدى { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } أي لا يفقهون أسرار الآيات وما تهدي إليه، فعلتهم سوء فهمهم وعلة سوء فهمهم ظلمة قلوبهم وعلة تلك الظلمة الشك والشرك والنفاق والعياذ بالله تعالى. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- تقرير مبدأ زيادة الإِيمان ونقصانه زيادته بالطاعة ونقصانه بالعصيان. 2- جواز الفرح بالإِيمان وصالح الأعمال. 3- مريض القلب يزداد مرضاً وصحيحه يزداد صحة سنة من سنن الله في العباد. 4- كشف أغوار المنافقين وفضيحتهم في آخر آية من سورة التوبة تتحدث عنهم. 5- يستحب أن لا يقال انصرفنا من الصلاة أو الدرس ولكن يقال انقضت الصلاة أو انقضى الدرس ونحو ذلك.