الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }

شرح الكلمات:

والفجر: أي فجر كل يوم.

وليال عشر: أي عشر ذي الحجة.

والشفع والوتر: أي الزوج والفرد.

والليل إذا يسر: أي مقبلا أو مدبراً.

لذي حجر: أي حجى وعقل.

بعاد إرم: هي عاد الأولى.

ذات العماد: إذ كان طول الرجل منهم اثني عشر ذراعاً.

جابوا الصخر بالواد: أي قطعوا الصخر جعلوا من الصخور بيوتا بوادي القرى.

ذي الأوتاد: أي صاحب الأوتاد وهي أربعة أوتاد يشدُّ إليها يدي ورجلي من يعذبه.

طغوا في البلاد: أي تجبروا فيها وظلموا العباد وأكثروا فيها الفساد.

فأكثروا فيها الفساد: أي الشرك والقتل.

سوط عذاب: أي نوع عذاب.

لبالمرصاد: أي يرصد أعمال العباد ليجزيهم عليها.

معنى الآيات:

قوله تعالى { وَٱلْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } هذه أربعة أشياء قد أقسم الله تعالى بها وهي الفجر وفي كل يوم فجر وجائز أن يكون قد أراد تعالى فجر يوم معين وجائز أن يريد فجر كل يوم { وَلَيالٍ عَشْرٍ } وهي العشر الأول من شهر ذي الحجة وفيها عرفة والأضحى وقد أشاد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة " والشفع وهو كل زوج والوتر وهو كل فرد فهو إقسام بالخلق كله { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } مقبلاً أو مدبراً فهو بمعنى والليل إذا سار والسير يكون صاحبه ذاهبا أو آيبا وقوله تعالى { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } أي لذي حجر ولب وعقل أي نعم فيه قسم عظيم وجواب القسم أو المقسم عليه جائز أن يكون قوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } الآتي، وجائز أن يكون مقدراً مثل لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير، وهذا لأن السورة مكية وهي تعالج العقيدة ومن أكبر ما أنكره المشركون البعث والجزاء فلذا هذا الجواب مراد ومقصود. ويدل عليه ما ذكر تعالى من مظاهر قدرته في الآيات بعد والقدرة هي التي يتأتّى بها البعث والجزاء فقال عز وجل { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ } أي ألم تنظر بعيني قلبك كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وهي عاد الأولى قوم هود الذين قالوا من أشد منا قوة، وقال لهم نبيهم هود وزادكم في الخلق بسطة فقد كان طول الرجل منهم اثني عشر ذراعا، ولفظ إرم عطف بيان لعاد فإِرم هي عاد قوم هود ووصفها بأنها ذات عماد وأنها لم يخلق مثلها في البلاد هو وصف لها بالقوة والشدة وفعلا كانوا أقوى الأمم وأشدها ولازم طول الأجسام أن تكون أعمدة المنازل كأعمدة الخيام من الطول ما يناسب سكانها في طولهم.

السابقالتالي
2