الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } * { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } * { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }

شرح الكلمات:

والطارق: أي كل ما يطرق ويأتي ليلا وسمي النجم طارقا لطلوعه ليلا.

النجم الثاقب: أي الثريّا والثاقب المضيء الذي يثقب الظلام بنوره.

لما عليها حافظ: أي إلاّ عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها.

خلق من ماء دافق: أي ماء ذي اندفاق وهو بمعنى مدفوق أي مصبوب في الرحم.

من بين الصلب والترائب: الصلب: عظم الظهر من الرجل، والترائب عظام الصدر والواحدة تريبة.

يوم تُبلى السرائر: أي تختبر ضمائر القلوب في العقائد والنيات. والسرائر جمع سريرة كالسّرّ.

ذات الرجع: أي ذات المطر لرجوعه كل حين والرجع من أسماء المطر.

ذات الصدع: أي التصدع والتشقق بالنبات.

لقول فصل: أي يفصل بين الباطل وفي الخصومات يقطعها بالحكم الجازم.

وما هو بالهزل: أي باللعب والباطل بل هو الجد كل الجد.

يكيدون كيداً: أي يعملون المكائد للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأكيد كيدا: أي أستدرجهم من حيث لا يعلمون لأوقعهم في المكروه.

أمهلهم رويدا: أي زمنا قليلا وقد أخذهم في بدر.

معنى الآيات:

قوله تعالى { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } هذا قسم إلهي حيث أقسم تعالى بالسماء والطارق ولما كان لفظ الطارق يشمل كل طارق آت بليل، وأراد طارقاً معينا فخم من شأنه بالاستفهام عنه الدال على تهويله فقال { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } ثم بيّنه بقوله { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } وكل نجم هو ثاقب للظلام بضوئه. والمراد به هنا الثريّا لتعارف العرب على إطلاق النجم على الثريا. هذا هو القسم والمقسم عليه هو قوله تعالى { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ }. وهنا قراءتان سبعيتان الأولى بتخفيف ميم لما وحينئذ تصبح زائدة لتقوية الكلام لا غير واللام للفرق بين إن النافية والمؤكدة الداخلة على الأسم وهو هنا ضمير شأن محذوف والتقدير أنه أي الحال والشأن كل نفس عليها حافظ. والثانية بتشديد لمّا وحينئذ تكون إن نافية بمعنى ما ولما بمعنى إلاّ ويصير الكلام هكذا. ما كل نفس إلاّ عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويُحصي عليها ما تكسب من خير وشر. وقوله تعالى { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ } أي الكافر المكذب بالبعث والجزاء { مِمَّ خُلِقَ } أي من أي شيء خلق. وبين تعالى مما خلقه بقوله { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } أي ذي اندفاق وهو المنيّ يصب في الرحم يخرج من بين الصلب والترائب أي يخرج الماء من صلب الرجل وهو عظام ظهره وترائب المرأة وهي محل القلادة من صدرها، وقد اختلف في تقدير فهم هذا الخبر عن الله تعالى وجاء العلم الحديث فشرح الموضوع وأثبت أن ماء الرجل يخرج حقا مما ذكر الله تعالى في هذه الآية وأن ماء المرأة كذلك يخرج مما وصف عز وجل وصدق الله العظيم.

السابقالتالي
2