الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } * { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } * { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }

شرح الكلمات:

إذا السماء انشقت: أي بالغمام وهو سحاب أبيض رقيق وذلك لنزول الملائكة.

وأذنت لربها: أي سمعت وأطاعت.

وحقت: أي وحق لها أن تسمع أمر ربها وتطيعه.

وإذا الأرض مدت: أي زيد في سعتها كما يمد الأديم أي الجلد إذ لم يبق عليها بناء ولا جبل.

وألقت ما فيها وتخلت: أي ألقت ما فيها من الموتى ألقتهم أحياء إلى ظهرها وتخلت عنه أي عما كان في بطنها.

إنك كادح: أي عامل كاسب للخير أو الشر.

إلى ربك كدحا: أي إلى أن تلقى ربك وأنت تعمل وتكسب فليكن عملك مما يرضي عنك ربك.

فملاقيه: أي ملاق ربك بعد موتك وبعملك خيره وشره.

كتابه: أي كتاب عمله وذلك بعد البعث.

وينقلب إلى أهله مسرورا: أي بعد الحساب اليسير يرجع إلى أهله في الجنة من الحور العين فرحا.

وراء ظهره: أي يأخذه بشماله من وراء ظهره إهانة له.

يدعو ثبورا: أي ينادي هلاكه قائلا واثبوراه واثبوراه أي يا هلاكه.

ويصلى سعيرا: أي ويحرق بالنار تحريقا وينضج انضاجة بعد أخرى على قراءة يُصلَّى بالتضعيف.

إنه ظن أن لن يحور: أي أنه كان في الدنيا يظن أنه لا يرجع إلى الحياة بعد الموت فلذا لم يعمل خيرا قط ولم يتورع عن ترك الشر قط لعدم إيمانه بالبعث.

معنى الآيات:

قوله تعالى { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } يخبر تعالى أنه إذا انشقت السماء أي تصدعت وتفطرت وذابت فصارت كالدهان { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } أي وسمعت لأمر ربها واستجابت { فَكَانَتْ } كما أمرها الله أن تكون منشقة منفطرة حتى تكون كالمهل، { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } من الأديم واتسعت رقعتها حيث زال منها الجبال والآكام والمباني والعمارات وأصبحت قاعا صفصفا { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } أي ما في بطنها من أموات { وَتَخَلَّتْ } عنه أي عما كان في بطنها { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } في ذلك كله أي سمعت وأجابت { وَحُقَّتْ } أي وحق لها أن تسمع وتجيب وتطيع وجواب إذا الأولى والثانية واحد وهوعَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } [الانفطار: 5] أو ما أحضرت كما تقدم نظيره في التكوير والانفطار. وقوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ } أي يا بن آدم { إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } أي إنك عامل تعمل يوميا وليل نهار إلى أن تموت وتلقى ربك إنك لا تبرح تعمل لا محالة وتكسب بجوارحك الخير والشر إلى الموت حيث تنتقل إلى الدار الآخرة وتلقى ربك وتلاقيه هذا يشهد له قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح " كلكم يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " ، إذا فمن الخير لك يا أيها الإِنسان المكلف أن تعمل خيرا تلاقي به ربك فيرضى عنك به ويكرمك إنك حقا ملاق ربك بعملك فأنصح لك أن يكون عملك صالحا وانظر إلى الصورة التالية { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } لأنه حوى الخير ولا شر فيه { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } ينظر في كتابه ويقرر هل فعلت كذا فيعترف ويتجاوز عنه وينقلب إلى أهله في الجنة وهم الحور العين والنساء المؤمنات والذرية الصالحة يجمعهم الله ببعضهم كرامة لهم وهو قوله تعالى

السابقالتالي
2