الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ }

شرح الكلمات:

إذا: أي ظرف لما ذكر بعد من المواضع الأثني عشر، وجوابها علمت نفس ما أحضرت.

كورت: أي لفت وذهب بنورها.

انكدرت: أي انقضت وتساقطت على الأرض.

سيرت: ذهب بها عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا.

وإذا العشار: أي النوق الحوامل.

عطلت: أي تركت بلا راع أو بلا حلب لما دهاهم من الأمر.

الوحوش حشرت: أي جمعت وماتت.

وإذا البحار سجرت: أي أوقدت فصارت نارا.

وإذا النفوس زوجت: أي قرنت بأجسادها ثم بقرنائها وأمثالها في الخير والشر.

وإذا الموءودة: أي البنت تدفن حية خوف العار أو الحاجة.

سئلت: أي تبكيتا لقاتلها.

بأي ذنب قتلت: أي بلا ذنب.

وإذا الصحف نشرت: أي صحف الأعمال فتحت وبسطت.

وإذا السماء كشطت: أي نزعت من أماكنها كما ينزع الجلد عن الشاة.

وإذا الجحيم سعرت: أي النار أججت.

وإذا الجنة أزلفت: أي قرّبت لأهلها ليدخلوها.

علمت نفس ما أحضرت: أي كل نفس وقت هذه المذكورات ما أحضرت من خير وشر.

معنى الآيات:

قوله تعالى إذا الشمس كورت إلى قوله علمت نفس ما أحضرت اشتمل على اثنى عشر حدثا جللا، ستة أحداث منها في الدنيا وستة في الآخرة وكلها معتبرة شرطا لجواب واحد وهو قوله تعالى علمت نفس ما أحضرت أي من خير وشر لتجزي به والسياق كله في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرها العرب المشركين وبالغوا في إنكارها مبالغة شديدة وكونها عليها مدار إصلاح الفرد والجماعة وأنه بدونها لا يتم إصلاح ولا تهذيب ولا تطهير عُنِيَ القرآن بها عناية فائقة ويدل لذلك أن فواتح سور والصافات والذاريات والطور والمرسلات والنازعات والتكوير والانفطار والانشقاق والبروج والفجر كل هذه بما فيها من إقسامات عظيمة هي لتقرير عقيدة البعث والجزاء.

وهذه الأحداث الستة التي تقع في الدنيا وهي مبادئ الآخرة.

1) تكوير الشمس بلفها وذهاب ضوئها.

2) انكدار النجوم بانقضائها وسقوطها على الأرض.

3) تسيير الجبال بذهابها عن وجه الأرض واستحالتها إلى هباء يتطاير.

4) تعطيل العشار وهي النوق الحوامل فلا تحلب ولا تركب ولا ترعى لما أصاب أهلها من الهول والفزع وكانت أفضل أموالهم وأحبها إلى نفوسهم.

5) حشر الوحوش وموتها وهي دواب البر قاطبة.

6) تسجير البحار باشتعالها نارا.

وهذه الأحداث الستة التي تقع في الآخرة:

1) تزويج النفوس وهو قرنها بأجسادها بعد خلق الأجساد لها، وبعد ذلك بأمثالها في الخير والشر.

2) سؤال الموءودة عن ذنبها الذي قتلت به؟

3) نَشْرُ صحف الأعمال وفتحها وبسطها.

4) كشط السماء أي نزعها من أماكنها نزع الجلد عن الشاة عند سلخها.

5) تسعير النار أي تأجيجها وتقويتها.

6) إزلاف الجنة وتقريبها لأهلها أهل الإِيمان والتقوى.

السابقالتالي
2