الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ }

شرح الكلمات:

عبس: أي النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى كلح وجهه وتغيّر.

وتولى: أي أعرض.

أن جاءه الأعمى: أي لأجل أن جاء عبد الله بن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به من دعوة بعض أشراف قريش للإِسلام.

لعله يزكى: أم يتطهر من الذنوب.

أو يذكر: أي يتعظ.

فتنفعه الذكرى: أي الموعظة.

وأما من استغنى: عن الإِيمان والعلم والدين بالمال والجاه.

فأنت له تصدى: أي تقبل عليه وتتصدى له.

وما عليك ألا يزكى: أي ليس عليك بأس في عدم تزكيته نفسه بالإِسلام.

يسعى: أي في طلب الخير من العلم والهدى.

فأنت عنه تلهى: أي تشاغل.

كلا: أي لا تعد لمثل ذلك.

إنها تذكرة: أي الآيات عظة للخلق.

مكرمة: أي عند الله.

مرفوعة: أي في السماء.

مطهرة: أي منزهة عن مس الشياطين.

بأيد سفرة: كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ.

كرام بررة: مطيعين لله وهم الملائكة.

معنى الآيات:

قوله تعالى { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } هذا عتاب لطيف يعاتب به الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم فالذي عبس بمعنى قطب وجهه وأعرض هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والأعمى الذي لأجله عبس رسول الله وأعرض عنه هو عبدالله بن أم مكتوم الأعمى أحد المهاجرين ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين. وسبب هذا العتاب الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مكة يوما ومعه صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل والعباس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف يدعوهم إلى الإِسلام مجتهدا معهم يرغبهم ويرهبهم طمعا في إسلامهم فجاء عبد الله بن أم مكتوم ينادي يا رسول الله اقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك مرارا فانزعج لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسوله الله صلى الله عليه وسلم قطعه لحديثه مع القوم فعبس وتولى عنه لا يجيبه، وما إن عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله حتى نزلت هذه الآيات { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } أي قطب وأعرض { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ وَمَا يُدْرِيكَ } أي وما يعلمك أنه { يَزَّكَّىٰ } بما يطلب من القرآن والسنة أي يريد زكاة نفسه وتطهير روحه بما يتعلمه منك، أو يذكر فتنفعه الذكرى. أي وما يعلمك لعله بندائه لك وطلبه منك أن يتذكر بما يسمع منك فيتعظ به وتنفعه الذكرى منك. وقوله تعالى { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } أي عن الإِيمان والإِسلام وما عندك من العلم بالله والمعرفة استغنى بماله وشرفه في قومه { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } أي تتعرض له مقبلا عليه { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } أي وأي شيء يلحقك من الأذى إن لم يتزكَّ ذاك المستغنى عنك بشرفه وماله.

السابقالتالي
2