الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } * { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ نَظَرَ } * { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } * { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }

شرح الكلمات:

ذرني ومن خلقت وحيدا: أي اتركني ومن خلقته وحيداً منفرداً بلا مال ولا ولد فأنا أكفيكه.

وبنين شهودا: أي يشهدون المحافل وتُسمع شهادتهم وأغلب الوقت حاضرون ولا يغيبون.

ومهدت له تمهيدا: أي بسطت له في العيش والعمر والولد والجاه حتى كان يلقب بريحانة قريش.

عنيدا: أي معانداً وهو الوليد بن المغيرة المخزومي.

سأرهقه صعودا: أي سأكلفه يوم القيامة صعود جبل من نار كلما صعد فيه هوى في النار أبداً.

إنه فكر وقدّر: أي فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقدر في نفسه ذلك.

ثم نظر ثم عبس وبسر: أي تروَّى في ذلك ثم عبس أي قبض ما بين عينيه ثم يسر أي كلح وجهه.

ثم أدبر واستكبر: أي عن الإِيمان واستكبر عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.

سحر يؤثر: أي ينقل من السحرة كمسيلمة وغيره.

سأصليه سقر: سأدخله جهنم وسقر اسم لها يدخله فيها لإِحراقه بنارها.

لا تبقي ولا تذر: أي لا تترك شيئا من اللحم ولا العصب إلا أهلكته ثم يعود كما كان لإِدامة العذاب.

لواحة للبشر: أي محرقة مسودة لظاهر جلد الإِنسان وهو بشرته والجمع بشر.

عليها تسعة عشر: أي ملكاً وهم خزنتها.

معنى الآيات:

لقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبء الدعوة وأمر بالصبر وشرع صلى الله عليه وسلم في إنذار قومه وبدأت المعركة كأحرّ وأشد ما تكون إذ أعلم قومه وهم من هم أنه لا إله إلا الله وأنه هو رسول الله فتصدى له طاغية من أعظم الطغاة ساد الوادي مالاً وولداً وجاهاً عريضا حتى لقب بريحانة قريش هذا هو الوليد بن المغيرة صاحب عشرة رجال من صلبه وآلاف الدنانير من الذهب فلما أرهب رسول الله وأخافه قال له ربّه تبارك وتعالى { ذَرْنِي } أي دعني والذي خلقته { وَحِيداً } فريداً بلا مال ولا ولد، { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } واسعا تمده به الزراعة والتجارة فصلا بعد فصل ويوما بعد يوم، { وَبَنِينَ شُهُوداً } لا يغيبون كما يغيب الذين يطلبون العيش كما أنهم لمكانتهم يستشهدون فيشهدون فهم شهود على غيرهم. ويشهدون المحافل وغيرها. { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي بسطت له في العيش والعمر والولد والجاه العريض في ديار قومه، { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } أي أن أزيده من المذكور في الآيات { كَلاَّ } أي لن أزيده بعد اليوم، وعلل تعالى لمنعه الزيادة بقوله: { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا } " القرآنية " { عَنِيداً } أي معانداً يحاول إبطالها بعد رفضه لها. { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أي سأكلفه عذابا شاقا لا قبل له به وذلك جبل من نار في جهنم يكلف صعوده كلما صعد سقط وذلك أبداً.

السابقالتالي
2