الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ الۤمۤصۤ } * { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } * { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } * { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }

شرح الكلمات:

المص: هذه أحد الحروف المقطعة ويقرأ هكذا: ألف لآم ميم صَادْ، والله أعلم بمراده بها.

كتاب: أي هذا كتاب.

حرج: ضيق.

وذكرى: تذكرة بها يذكرون الله وما عنده وما لديه فيقبلون على طاعته.

أولياء: رؤساؤهم في الشرك.

وما تذكرون: أي تتعظون فترجعون إلى الحق.

وكم من قرية: أي كثيراً من القرى.

بأسنا بياتا: عذابنا ليلاً وهم نائمون.

أو هم قائلون: أي نائمون بالقيلولة وهم مستريحون.

فما كان دعواهم: أي دعاؤهم، إلا قولهم إنا كنا ظالمين.

معنى الآيات:

{ الۤمۤصۤ } في هذه الحروف إشارة إلى أن هذا القرآن تألف من مثل هذه الحروف المقطعة وقد عجزتم عن تأليف مثله فظهر بذلك أنه كلام الله ووحيه إلى رسوله فآمنوا به وقوله { كِتَابٌ } أي هذا كتاب { أُنزِلَ إِلَيْكَ } يا رسولنا { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } أي ضيق منه { لِتُنذِرَ بِهِ } قومك عواقب شركهم وضلالهم، وتذكر به المؤمنين منهم ذكرى وقل لهم { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } من الهدى والنور، { وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ } أي من غيره { أَوْلِيَآءَ } لا يأمرونكم إلا بالشرك والشر والفساد، وهم رؤساء الضلال في قريش { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } أي تتعظون فترجعون إلى الحق الذي جانبتموه { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ } أي وكثيرا من القرى أهلكنا أهلها لما جانبوا الحق ولازموا الباطل { فَجَآءَهَا بَأْسُنَا } أي عذابنا الشديد { بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } أي ليلاً أو نهاراً، فما كان دعاءهم يومئذ إلا قولهم: يا ويلنا إنا كنا ظالمين فاعترفوا بذنبهم، ولكن هيهات أن ينفعهم الاعترف بعد معاينة العذاب.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- القرآن الكريم هو مصدر نذارة الرسول صلى الله عليه وسلم وبشارته بما حواه من الوعد والوعيد، والذكرى والبشرى.

2- وجوب اتباع الوحي، وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحابه الأهواء وَالمبتدعة.

3- الاعتبار بما حل بالأمم الظالمة من خراب ودمار.

4- لا تنفع التوبة عن معاينة الموت أو العذاب.