شرح الكلمات: نحن خلقناكم: أي أوجدناكم من العدم. فلولا تصدقون: أي فهلا تصدقون بالبعث إذ القادر على الإِنشاء قادر على الإِعادة بعد الفناء والبلى. أفرأيتم ما تمنون: أي الذي تصبونه من المنى بالجماع في أرحام نسائكم. أأنتم تخلقونه: أي بشراً أم نحن الخالقون له بشراً. نحن قدرنا بينكم الموت: أي قضينا به عليكم وكتبناه عليكم وجعلنا لكل واحد أجلاً معيناً لا يتعداه ولا يتأخر منه بحال من الأحوال. وما نحن بمسبوقين: أي بعاجزين. على أن نبدل أمثالكم: أي ما أنتم عليه من الخلق والصور. وننشئكم فيما لا تعلمون: أي ونوجدكم في صور لا تعلمونها وهذا تهديد لهم بمسخهم وتحويلهم إلى أبشع حيوان وأقبحه. ولقد علمتم النشأة الأولى: أي ولقد علمتم خلقنا لكم كيف تم وكيف كان. أفلا تذكرون: فتعلمون أن الذي خلقكم أول مرة قادر على إعادة خلقكم مرة أخرى بعد موتكم وفنائكم. أفرأيتم ما تحرثون: أي من إثارة الأرض بالمحراث وإلقاء البذر فيها. أأنتم تزرعونه: أي تنبتونه. أم نحن الزارعون: أي نحن المنبتون له يقال زَرَعَه الله أي أنبته. لو نشاء لجعلناه حطاما: أي لو نشاء لجعلنا الزرع حطاماً يابساً بعد أن أصبح سنبلاً وقارب أن يفرك فتحرمون منه. فظلتم تفكهون: أي تتعجبون في مجالسكم من الجائحة التي أصابت زرعكم. إنا لمغرمون: أي قائلين إنا لمغرمون أي ما أنفقناه على حرثه ورعايته معذبون به. بل نحن محرومون: أي لسنا بمعذبين به وإنما نحن محرومون من زرعنا وما بذلناه فيه ليس لنا من حظ ولا جد أي غير محظوظين ولا مجدودين. أفرأيتم الماء الذي تشربون: أي أخبرونا عن الماء الذي تشربونه وحياتكم متوقفة عليه. أأنتم أنزلتموه من المزن: أي من السحاب في السماء إلى الأرض. أم نحن المنزلون: أي له إلى الأرض. لو نشاء لجعلناه أجاجا: أي ملحاً مراً لا يمكن شربه. فلولا تشكرون: أي فهلا تشكرون أي الله بالإِيمان والطاعة. أفرأيتم النار التي تورون: أي أخبرونا عن النار التي تخرجون من الشجر. أأنتم أنشأتم شجرتها: أي خلقتم شجرتها كالمرخ والعفار والكلخ. أم نحن المنشئون: أي نحن المنشئون لتلك الأشجار. نحن جعلناها تذكرة: أي جعلنا تلك النار تذكرة أي تذكر بنار جهنم. ومتاعاً للمقوين: أي بُلغةً للمسافرين يتبلغون بها في سفرهم. فسبح باسم ربك العظيم: أي نزه اسم ربك عما لا يليق به كذكره بغير احترام ولا تعظيم او الاسم صلة والتقدير نزه ربك عن الشريك ومن ذلك قولك سبحان ربي العظيم. معنى الآيات: السياق هنا في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرها المشركون وذلك بذكر الأدلة العقلية الموجبة للعلم واليقين في المعلوم المطلوب تحصيله قال تعالى { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ } وأنتم معترفون بذلك إذ لمّا نسألكم من خلقكم تقولون الله.