الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلرَّحْمَـٰنُ } * { عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } * { عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } * { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } * { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } * { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } * { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ } * { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } * { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } * { فِيهَا فَاكِهَةٌ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ } * { وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

شرح الكلمات:

الرحمن: اسم من أسماء الله تعالى.

علم القرآن: أي علم من شاء من عباده القرآن.

خلق الإِنسان: آدم كما خلق ذريته أيضاً.

علمه البيان: أي علم آدم البيان الذي هو النطق والإِعراب عما في النفس بلغة من اللغات كل هذا تعليم الله عز وجل ولولا الله ما نطق إنسان.

الشمس والقمر بحسبان: أي يجريان بحساب معلوم مقدر في بروجهما ومنازلهما.

والنجم والشجر يسجدان: النجم ما لا ساق له من النبات، والشجر ما له ساق يسجدان يخضعان لله تعالى بما يريد منهما في طواعية كالسجود من المكلفين.

والسماء رفعها: أي فوق الأرض وأعلاها.

ووضع الميزان: أي أثبت العدل بين العباد أمر به وألهم صنع آلته.

ألا تطغوا في الميزان: أي لأجل أن لا تجوروا في الميزان وهو ما يوزن به من آلات.

وأقيموا الوزن بالقسط: أي لا تنقصوا الموزون الذي تزنونه بل وفوه.

والأرض وضعها للأنام: أي أثبتها وخفضها كما رفع السماء وأعلاها للأنام لحياة الأنام عليها وهم الإِنس والجن والحيوان وكل ذي روح.

فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام: أي في الأرض فاكهة وهي كل ما يتفكه به الإِنسان من أنواع الفواكه الكثيرة، والنخل ذات الأكمام وهي أوعية طلعها.

والحب ذو العصف: أي وفي الأرض الحب من بُرٍّ وشعير وعصفه تبنه.

والريحان: نبت معروف، والمراد به أنواع الرياحين المشمومة ذات الريح الطيّب.

فبأي آلاء ربكما تكذبان: أي فبأي نعم ربكما يا معشر الجن والإِنس تكذبان وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى. والجواب لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.

معنى الآيات:

قوله تعالى { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } يُخبر تعالى أنه هو الرحمن الذي علم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم القرآن لا كما يقول المبطلون إنما يعلمه بشر. الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء وهي متجلية ظاهرة فيما يعدد من آلاء ونعم. منها خلقه الإِنسان آدم وذريته، وتعليمهم البيان وهو النطق والإِبانة عما في نفوسهم. { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } يجريان لإِفادة الناس في معرفة أوقات عبادتهم، وآجال ديونهم وهي مظاهر الرحمة، { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } والنجم غذاء بهائمكم والشجر فيه فاكهتكم وبعض غذائكم { يَسْجُدَانِ } خضوعاً لله بما أراد منهما لا يعصيان كما يعصي الثقلان. والسماء رفعها عن الأرض ولم يلصقها بالأرض إنعاماً منه على الثقلين في رفعها وتزيينها بكواكبها وشمسها وقمرها، { وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } أي العدل حيث أمر به وألهم وضع آلته وغرز في النفوس حبه والرغبة فيه، من أجل ألا تجوروا في الميزان. { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ } بالعدل، { وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } أي لا تنقصوه إذا وزنتم بل وفوه كل هذا إنعام وألوان من رحمات الرحمن.

السابقالتالي
2