الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } * { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } * { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } * { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ } * { وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } * { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } * { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } * { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } * { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ } * { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } * { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } * { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } * { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } * { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } * { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ }

شرح الكلمات:

أفرأيت الذي تولى: أي عن الإِسلام بعد ما قارب أن يدخل فيه.

أعطى قليلاً وأكدى: أي أعطى من زعم أنه يتحمل عنه عذاب الآخرة أعطاه ما وعده من المال ثم منع.

أعنده علم الغيب فهو يرى: أي يعلم أن غيره يتحمل عنه العذاب والجواب لا.

أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى: أي أم بل لم يخبر بما ورد في الصحف المذكورة وهي التوراة وعشر صحف كانت لإبراهيم عليه السلام.

ألا تزر وازرة وزر أخرى: أي أنه لا تحمل نفس مذنبة ذنب غيرها.

وأنَّ ليس للإنسان إلا ما سعى: أي من خير وشر، وليس له ولا عليه من سَعي غيره شيء.

وأن سعيه سوف يرى: أي يُبصَر يوم القيامة ويراه بنفسِهِ.

ثم يجزاه الجزاء الأوفى: أي الأكمل التام الذي لا نقص فيه.

إن إلى ربك المنتهى: أي المرجع والمصير إليه ينتهى أمر عباده بعد الموت ويجازيهم.

وأنه أضحك وأبكى: أي أفرح من شاء فأضحكه، وأحزن من شاء فأبكاه.

وإنه أمات وأحيا: أمات في الدنيا وأحيا في الآخرة.

وإنه خلق الزوجين: أي الصنفين الذكر والأنثى.

من نطفة إذا تمنى: أي من منى إذا تمنى تُصبُّ في الرحم.

وأن عليه النشأة الأخرى: أي الخلقة الثانية للبعث والجزاء.

وأنه هو أغنى وأقنى: أي وأنه هو وحده أغنى بعض الناس بالكفاية، وأقنى بعض الناس بالمال المقتنى المدخر للقنية.

وأنه هو رب الشعرى: أي خالقها ومالكها وهي كوكب خلف الجوزاء عبده المشركون.

وأهلك عادا الأولى: أي قوم هود عليه السلام.

وثمودا فما أبقى: أي أهلكها أيضا فلم يبق منهم أحداً وهم قوم صالح.

وقوم نوح من قبل: أي وأهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود وقوم لوط.

والمؤتفكة أهوى: أي وقرى قوم لوط أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الأرض إذ الائتفاك الانقلاب.

فغشاها ما غشى: أي بالعذاب ما غشى حيث جعل عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجيل.

معنى الآيات:

إن هذه الآيات ترسم صورة لقرشي جاهل هو الوليد بن المغيرة إذ قدر له أن استمع إلى قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهش لها ودعاه الرسول فأسلم أو أوشك أن يسلم فعلم به أحد المشركين من شياطينهم فجاءه فعيره بإسلامه وترك دين آبائه فاعتذر له الوليد بأنه يخاف عذاب الله فقال له الشيطان القرشي وكان فقيراً والوليد غنياً أعطنى كذا من المال شهرياً أو أسبوعياً أو سنوياً وأنا اتحمل عنك العذاب الذي تخافه وعد إلى دينك وأثبت عليه فوافق الوليد على العرض وأخذ يعطيه المال. ثم أكدى أي قطع عنه ما كان يعطيه ومنعه.

السابقالتالي
2 3