شرح الكلمات: هل يستطيع: هل يطيع ويرضى. مائدة من السماء: المائدة: الخوان وما يوضع عليه أو الطعام والمراد بها هنا الطعام. وتطمئن قلوبنا: أي تسكن بزيادة اليقين فيها. ونكون عليها من الشاهدين: أي نشهد أنها نزلت من السماء. عيداً: أي يوماً يعود علينا كل عام نذكر الله تعالى فيه ونشكره. وآية منك: علامة منك على قدرتك ورحمتك، ونبوة نبيك. فمن يكفر بعد منكم: فمن يكفر بعد نزول المائدة منكم أيها السائلون للمائدة. أحداً من العالمين: أي من الناس أجمعين. معنى الآيات: يقول تعالى لعبده ورسوله عيسى واذكر{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوۤاْ آمَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } [المائدة: 111]، { إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ }: { هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }؟ ولما كان قولهم هذا دالاً على شك في نفوسهم وعدم يقين في قدرة ربهم قال لهم عيسى عليه السلام { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ } فلا تقولوا مثل هذا القول. فاعتذروا عن قيلهم الباطل { قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أنها نزلت من السماء بسؤالك ربك ذلك وهنا قال عيسى عليه السلام داعياً ربه ضارعاً إليه { ٱللَّهُمَّ } أي يا الله { رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا } أي للموجودين الآن منا { وَآخِرِنَا } أي ولمن يأتون بعدنا، { وَآيَةً مِّنْكَ } ، أي وتكون آية منك أي علامة على وحدانيتك وعظيم قدرتك، وعلى صدقي في إرسالك لي رسولاً إلى بني إسرائيل، { وَٱرْزُقْنَا } وأدم علينا رزقك وفضلك { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } ، فأجابه تعالى قائلا: { إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } ، وحقاً قد أنزلها، { فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ } يا بني إسرائيل السائلين المائدة بأن ينكر توحيدي أو رسالة رسولي، أو عظيم قدرتي { فَإِنِّيۤ أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ } ، ولذا مسخ من كفروا منهم قردة وخنازير. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- جفاء اليهود وغطرستهم وسوء أدبهم مع أنبيائهم إذ قالوا لموسى{ فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة: 24] وقالوا لعيسى { هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }. 2- في قول عيسى لهم { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } دال على أنهم قالوا الباطل كما أن قولهم { وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا } دال على شكهم وارتيابهم. 3- مشروعية الأعياد الدينية لعبادة الله بالصلاة والذكر شكراً لله تعالى وفي الإِسلام عيدان: الأضحى الفطر. 4- من أشد الناس عذاباً يوم القيامة آل فرعون والمنافقون ومن كفر من أهل المائدة.