الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } * { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } * { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ } * { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }

شرح الكلمات:

ومنهم من يستمع إليك: أي ومن الكفار المنافقين من يستمع إليك في خطبة الجمعة.

ماذا قال آنفا: أي الساعة أي استهزاء منهم وسخرية يعنون إنه شيء لا يُرجع إليه ولا يعتد به لعدم فائدته.

طبع الله على قلوبهم: أي بالكفر فلذا هم لا يعون.

واتبعوا أهواءهم: أي في الكفر والنفاق.

والذين اهتدوا: أي المؤمنون.

زادهم هدى: أي زادهم الله هدى.

وآتاهم تقواهم: أي ألهمهم ما يتقون به عذاب الله تعالى.

فهل ينظرون إلا الساعة: أي ما ينتظر أهل مكة إلاّ الساعة.

أن تأتيهم بغتة: أي فجأة.

فقد جاء أشراطها: أي علاماتها كبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان.

فأنى لهم إذ جاءتهم ذكراهم: أي أنى لهم إذا جاءتهم التذكر الذي ينفعهم إذ قد أُغلق باب التوبة.

فاعلم أنه لا إله إلا الله: أي فبناء على ما تقدم لك يا نبيّنا فاعلم أنه لا يستحق العبودية إلا الله فاعبده وتوكل عليه.

واستغفر لذنبك: أي قل أستغفر الله أو اللهم اغفر لي.

وللمؤمنين والمؤمنات: أي واستغفر للمؤمنين والمؤمنات.

والله يعلم متقلبكم: أي متصرفكم في النهار وأنتم تتصرفون في أمور دنياكم.

ومثواكم: أي مكان ثواكم وإقامتكم ونومكم بالليل.

معنى الآيات:

قوله تعالى ومنهم من يستمع إلى هذه الآية [16] والآية التي بعدها مدنيَّتان لا شك لأنهما نزلت في شأن المنافقين قال تعالى مخبراً رسوله عن بعض المنافقين { وَمِنْهُمْ } أي ومن بعض المنافقين { مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } أي إلى حديثك يوم الجمعة وأنت تخطب الناس على المنبر { حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ } أي من المسجد { قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } من أصحابك كعبد الله بن مسعود { مَاذَا قَالَ آنِفاً } ، وقولهم هذا ظاهر عليه الخبث إذا لو كانوا مؤمنين محبين لقالوا ماذا قال رسول الله آنفا، ولكن قالوا ماذا قال آنفا، وهم يعنون أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشيء مفيد يرجع إليه. قال تعالى { أُوْلَـٰئِكَ } أي البعداء في الشر والنفاق الذين طبع الله على قلوبهم أي بالكفر والنفاق وذلك لكثرة تلوثهم بأوضار الكفر والنفاق حتى ران على قلوبهم ذلك فكان ختما وطابعا على قلوبهم، واتبعوا أهواءهم فهما علتان الأولى الطبع المانع من طلب الهداية والثانية اتباع الهوى وهو يعمي ويصم، فلذا هم لا يهتدون، وقوله تعالى { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ } إلى الإِيمان الصحيح والعمل الصالح زادهم الله هدى حسب سنته في نماء الأشياء وزكاتها وزيادتها، وآتاهم تقواهم أي ألهمهم ما يتقون وأعانهم على ذلك فهم يتقون مساخط الله تعالى ومن أعظمها الشرك والمعاصي. وقوله تعالى في الآية الثالثة من هذا السياق [18] فهل ينظرون أي كفار قريش من زعماء الكفر في مكة إلا الساعة أي ما ينتظرون إلا الساعة أي القيامة أن تأتيهم بغتة أي فجأة إن كانوا ما ينظرون بإِيمانهم إلا الساعة فالساعة قد جاء أشراطها وأول أشراطها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وثانيها الدخان، وثالثها انشقاق القمر.

السابقالتالي
2