الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } * { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } * { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } * { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } * { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ }

شرح الكلمات:

ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون: أي ولقد اختبرنا قبلهم أي قبل كفار قريش قوم فرعون من الأقباط.

وجاءهم رسول كريم: أي موسى بن عمران صلوات الله عليه وسلامه.

أن أدوا إلي عباد الله: أي ادفعوا إلي عباد الله بني إسرائيل وأرسلوهم معي.

إني لكم رسول أمين: أي إني رسول الله إليكم أمين على وحيه ورسالته.

وأن لا تعلوا على الله: أي وبأن لا تطغوا على الله فتكفروا به وتعصوه.

إني آتيكم بسلطان مبين: أي بحجة واضحة تدل على صدقي في رسالتي وما أطالبكم به.

وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون: أى وإني قد اعتصمت بربي وربكم واستجرت به أن ترجموني.

وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون: أي إن لم تصدقوني فيما جئتكم به فخلوا سبيلي واتركوني.

فدعا ربه: أي فلما كذبه فرعون وقومه وهموا بقتله نادى ربه يا رب.

إن هؤلاء قوم مجرمون: أي إن هؤلاء قوم مجرمون بالكفر والظلم.

فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون: أي فأجابه ربه بأن قال له فأسر بعبادي أي بني إسرائيل ليلاً إن فرعون وجنده متبعوكم ليردوكم.

وأترك البحر رهواً: أي وإذا اجتزت أنت وقومك البحر فاتركه رهواً ساكناً كما هو حين دخلته مع بني إسرائيل.

إنهم جند مغرقون: أي إن فرعون وقومَه جندٌ واللّهُ مغرقُهم في البحر.

معنى الآيات:

قوله تعالى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا } هذا شروع في قصة موسى مع فرعون لوجود تشابه بين أكابر مجرمي قريش وبين فرعون في ظلمه وعلِّوه، والقصد تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخفيف ألمه النفسي من جَرَّاءِ ما يلاقي من أكابر مجرمي قريش في مكة فقال تعالى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ } أي قبل كفار قريش قوم فرعون من القبط جاءهم رسول كريم أي على ربه وعلى قومه من بني إسرائيل هو موسى بن عمران عليه السلام، أن أدوا أي بأن أدوا أي ادفعوا إلى عباد الله بني إسرائيل وأرسلوهم معي إني لكم رسول أمين على رسالتي صادق في قولي، وبأن لا تعلوا على الله أي بأن لا تطغوا على الله فتكفروا به وتعصوه فيما يأمركم به وينهاكم عنه. إني آتيكم بسلطان مبين أي بحجة بينة واضحة على صحة ما أطالبكم به. وإني عذت بربي وربكم أي استجرت وتحصنت أن ترجمون بأقوالكم أو أعمالكم، وإن لم تؤمنوا أي لم تصدقوا بما جئتكم به فاعتزلون ولما أبوا إلا أذاه وأرادوا قتله دعا ربه قائلاً رب إن هؤلاء قوم مجرمون كفرة ظلمة يعني فرعون وملأه فأوحى إليه ربه تعالى فأسر بعبادي أي بني إسرائيل إذ هم المؤمنون وغيرهم من القبط كافرون ليلا في آخر الليل وأعلمه أن فرعون وجنوده متبعون لهم ليردوهم وينكلوا بهم.

السابقالتالي
2