الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }

شرح الكلمات:

نصليهم ناراً: ندخلهم ناراً يحترقون بها.

نضجت جلودهم: اشتوت فتهرت وتساقطت.

ليذوقوا العذاب: ليستمر لهم العذاب مؤلماً.

عزيزا حكيما: غالبا، يعذب من يستحق العذاب.

تجري من تحتها الأنهار: تجري من خلال أشجارها وقصورها الأنهار.

مطهرة: من الأذى والقذى مطلقا.

ظلا ظليلا: الظل الظليل، الوارف الدائم لا حر فيه ولا برد فيه.

معنى الآيتين:

على ذكر الإِيمان والكفر في الآية السابقة ذكر تعالى في هاتين الآيتين الوعيد والوعد الوعيد لأهل الكفر والوعد لأهل الإِيمان فقال تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً } يريد يدخلهم نار جهنم يحترقون فيها ويصطلون بها { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } تهرت وسقطت بدلهم الله تعالى فوراً جلوداً غيرها ليتجدد ذوقهم للعذاب وإحساسهم به، وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } تذييل المقصود منه إنفاذ الوعيد فيهم، لأن العزيز الغالب لا يعجز عن إنفاذ ما توعد به أعداءه، كما أن الحكيم في تدبيره يعذب أهل الكفر به والخروج عن طاعته هذا ما تضمنته الآية الأولى [56] من وعيد لأهل الكفر.

وأما الآية الثانية [57] فقد تضمنت البشرى السارة لأهل الإِيمان وصالح الأعمال، مع اجتناب الشرك والمعاصي فقال تعالى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي بعد تركهم الشرك والمعاصي { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } يريد نساء من الحور العين مطهرات من كل ما يؤذي أو يُخل بحسنهن وجمالهن نقيات من البول والغائط ودم الحيض. وقوله تعالى: { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } وارفا كنيناً يقيهم الحر والبرد وحدث يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال: " في الجنة شجرة تسمى شجرة الخلد يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطع ظلها ".

هداية الآيتين

من هداية الآيتين:

1- الكفر والمعاصي موجبات للعذاب الأخروي.

2- بيان الحكمة في تبديل الجلود لأهل النار وهي أن يدوم إحساسهم بالعذاب.

3- الإِيمان والعمل الصالح مع ترك الشرك والمعاصي موجبات للنعيم الأخروي.

4- الجنة دار النعيم خالية من كدرات الصفو والسعادة فيها.