شرح الكلمات: وإن لوطاً لمن المرسلين: أي وإن لوطا وهو ابن هاران أخي إبراهيم الخليل لمن جملة الرسل أيضا. إذ نجيناه وأهله أجمعين: أي اذكر يا رسولنا ممن أنعمنا عليهم بالنبوة والرسالة لوطا إذ نجيناه وأهله أجمعين من عذاب مطر السوء. إلا عجوزا في الغابرين: أي إلا امرأته الكافرة هلكت في الغابرين أي الباقين في العذاب. ثم دمرنا الآخرين: أي أهلكنا الآخرين ممن عدا لوطاً والمؤمنين معه. وإنكم لتمرون عليهم: أي في أسفاركم إلى فلسطين وغزة ومصر بالليل والنهار. أفلا تعقلون: أي يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبرون وتتعظون فتؤمنوا وتوحدوا. معنى الآيات: ما زال السياق في ذكر إنعام الله على من اصطفى من عباده فقال تعالى { وَإِنَّ لُوطاً } وهو ابن هاران أخي إبراهيم عليهما السلام { لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } أي لمن جُملة رسلنا { إِذْ نَجَّيْنَاهُ } أي اذكر إنعامنا عليه إذ نجيناه من العذاب وأهله أجمعين { إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ } وهي امرأته إذ كانت مع الكافرين فبقيت معهم فهلكت بهلاكهم. وقوله تعالى { ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ } أي ممن عدا لوطاً ومن آمن به من قومه. وقوله { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ وَبِٱلَّيلِ } هذا خطاب لأهل مكة المشركين إذ كانوا يسافرون للتجارة إلى الشام وفلسطين ويمرون بالبحر الميت وهو مكان الهالكين من قوم لوط أصبح بعد الخسف بحراً ميتاً لا حياة فيه البتة. وقوله { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } توبيخ لهم وتقريع على عدم التفكر والتدبر إذ لو فكروا لعلموا أن الله تعالى أهلكهم لتكذيبهم برسولهم وكفرهم بما جاءهم به من الهدى والدين الحق، وقد كذب هؤلاء فأي مانع يمنع من وقوع عذاب بهم كما وقع بقوم لوط من قبلهم. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- تقرير نبوة لوط ورسالته. 2- بيان العبرة في إنجاء لوط والمؤمنين معه وإهلاك الكافرين المكذبين به. 3- بيان أن لا شفاعة تنفع ولو كان الشافع أقرب قريب إلا بعد أن يأذن الله للشافع وبعد رضائه عن المشفوع له. 4- وجوب التفكر والتعقل في الأحداث الكونية للاهتداء بذلك إلى معرفة سنن الله تعالى في الكون والحياة.