الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

شرح الكلمات:

ولقد مننا على موسى وهارون: أي بالنبوة والرسالة.

ونجيناهم وقومهما: أي بني إسرائيل.

من الكرب العظيم: أي استعباد فرعون إياهم واضطهاده لهم.

ونصرناهم: على فرعون وجنوده.

الكتاب المستبين: أي التوراة الموضحة الأحكام والشرائع.

وهديناهما الصراط المستقيم: أي الإِسلام لله ربّ العالمين.

وتركنا عليهما في الآخرين: أي أبقينا عليهما في الآخرين ثناء حسنا.

سلام على موسى وهارون: أي سلام منا على موسى وهارون.

إنا كذلك: أي كما جزيناهما نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين.

إنهما من عبادنا المؤمنين: أي جزيناهما بما جزيناهما به لإِيمانهما.

معنى الآيات:

ما زال السياق في ذكر إفضال الله وإنعامه على من يشاء من عباده فبعد ذكر إنعامه على إبراهيم وولده إسحاق ذكر من ذريّتهما المحسنين موسى وهارون فقال تعالى { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } أي بالنبوة والرسالة، { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا } أي بني إسرائيل { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } الذي هو استعباد فرعون والأقباط لهم واضطهادهم زمنا طويلا { وَنَصَرْنَاهُمْ } أي على فرعون وملائه { فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } { وَآتَيْنَاهُمَا } أي أعطيناهما { ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } وهو التوراة الواضحة الأحكام البيّن الشرائع لا خفاء فيها ولا غموض. { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } وهو الدين الصحيح الذي هو الإسلام دين الله الذي بعث به كافة رسله { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } أي وأبقينا عليهما الذكر الحسن والثناء العطر فيمن بعدهما { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أي كما جزيناهما لإِحسانهما نجزي المحسنين { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } فيه بيان لعلة ما وهبهما من الإنعام والإِفصال وهو الإِيمان المقتضي للإِسلام والإِحسان.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان إكرام الله تعالى لرسوليه موسى وهارون عليهما السلام.

2- بيان إنعام الله تعالى على بني إسرائيل بإِنجائهم من آل فرعون ونصرته لهم عليهم.

3- بيان أن الإِسلام دين سائر الأنبياء وليس خاصاً بأمة الإِسلام.

4- بيان فضل الإِحسان والإِيمان.