الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } * { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } * { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } * { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } * { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }

شرح الكلمات:

وما علمناه الشعر: أي وما علمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فما هو بشاعر.

وما ينبغي له: أي وما يصلح له ولا يصح منه.

إن هو إلا ذكر وقرآن مبين: أي ليس كما يقول المشركون من أن القرآن شعر ما هو أي القرآن الذي يقرأ محمد صلى الله عليه وسلم إلاَّ ذكر أي عظة وقرآن مبين لا يشك من يسمعه أنه ليس بشعر لما يظهر من الحقائق العلميّة.

لينذر من كان حياً: أي يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون.

ويحق القول على الكافرين: أي ويحق القول بالعذاب على الكافرين لأنهم ميتون لا يقبلون النذارة.

أنعاما فهم لها مالكون: الأنعام هي الإِبل والبقر والغنم.

وذللناها لهم: أي سخرناها لهم وجعلناهم قاهرين لها يتصرفون فيها.

فمنها ركوبهم ومنها يأكلون: أي من بعضها يركبون وهي الإِبل ومنها يأكلون اي ومن جميعها يأكلون.

ولهم فيها منافع ومشارب: المنافع كالصوف والوبر والشعر، والمشارب الألبان.

أفلا يشكرون: أي يوبخهم على عدم شكرهم الله تعالى على هذه النعم بالإِيمان والطاعة.

واتخذوا من دون الله آلهة: أي أصناماً يعبدونها زعما منهم أنها تنصرهم بشفاعتها لهم عند الله.

لا يستطيعون نصرهم: أي لا تقدر تلك الأصنام على نصرهم بدفع العذاب عنهم.

وهم لهم جند محضرون: أي لا يقدرون على نصرتهم والحال أنهم أي المشركين جند محضرون. لتلك الآلهة ينصرونها من أن يمسها أحد بسوء فبدل أن تنصرهم هم ينصرونها كجند معبئون لنصرتها.

فلا يحزنك قولهم: أي إنك لست مرسلاً وإنك شاعر وكاهن ومفتر.

إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون: أي إنهم ما يقولون ذلك إلا حسداً وهم يعلمون أنك رسول الله وما جئت به هو الحق وسوف نجزيهم بتكذيبهم لك وكفرهم بنا وبلقائنا وديننا الحق.

معنى الآيات:

قوله تعالى { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ } ردّ على المشركين الذين قالوا في القرآن شعر وفي الرسول شاعر فقال تعالى { وَمَا عَلَّمْنَاهُ } أي نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أي لا يصح منه ولا يصلح له. { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ } أي ما هو الذي يتلوه إلا ذكر يذكر به الله وعظة يتعظ به المؤمنون { وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } مبين للحق مظهر لمعالم الهدى أنزلناه على عبدنا ورسوله لينذر به من كان حياً أي القلب والضمير لإِيمانه وتقواه لله ويحق أي به القول وهو العذاب على الكافرين لأنهم لا يهتدون به فيعيشون على الضلال ويموتون عليه فيجب لهم العذاب في الدار الآخرة. وقوله { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي أعمي أولئك المشركون ولم يروا مظاهر قدرتنا وإحساننا الموجبة لعبادتنا وهي { أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه، والمراد بالأنعام الماشية من إبل وبقر وغنم وقوله { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ } أي سخرناها لهم بحيث يركبون ويحلبون ويحملون وينحرون ويذبحون ويأكلون، ولولا هذا التسخير لما قدروا عليها أبداً.

السابقالتالي
2