الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ الۤـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ }

شرح الكلمات

الۤـمۤ: هذا أحد الحروف المقطعة يكتب الۤـمۤ، ويقرأ ألف لام ميم.

لا ريب فيه: أي لا شك في أنه نزل من ربّ العالمين.

أم يقولون افتراه: أي بل أيقولون أي المشركون اختلقه وكذبه.

قوما ما أتاهم من نذير: أي من زمن بعيد وهم قريش والعرب.

لعلهم يهتدون: أي بعد ضلالهم إلى الحق الذي هو دين الإِسلام.

في ستة أيام: هي الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة.

ثم استوى على العرش: أي استوى على عرشه يدير أمر خليقته.

من ولي ولا شفيع } : أي ليس لكم أيها المشركون من دون الله وليّ يتولاكم ولا شفيع يشفع لكم.

أفلا تتذكرون: أي أفلا تتعظون بما تسمعون فتؤمنوا وتوحدوا.

معنى الآيات

قوله تعالى { الۤـمۤ } هذه الحروف المقطعة في فواتح عدة سور الأسلم أن لا تؤول ويكتفى فيها بقول الله أعلم بمراده بها. وقد اخترنا من أقاويل المفسرين أنها أفادت فائدتين: الأولى أنه لما كان المشركون من قريش في مكة يمنعون سماع القرآن مخافة أن يتأثر السامع به فيؤمن ويوحد فكانت هذه الحروف تستهويهم بنغمها الخاص فيستمعون فينجذبون ويؤمن من شاء الله إيمانه وهدايته والثانية بقرينة ذكر الكتاب بعدها غالباً: أن هذا القرآن الكريم قد تألف من مثل هذه الحروف الۤـمۤ، طسۤ، حـمۤ، قۤ، فألفوا أيها المكذبون سورة من مثله وإلاّ فاعلموا أنه تنزيل من الله رب العالمين فلما عجزوا قامت عليهم الحجة ولم يبق شك في أنه تنزيل الله وكتابه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى: { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } أي القرآن الكريم { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي لا شك في أنه نزل من رب العالمين على محمد صلى الله عليه وسلم. وليس بشعر ولا بسجع كهان، ولا أساطير الأولين وقوله تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أي بل أيقولون افتراه محمد واختلقه وأتى به من تلقاء نفسه اللهم لا إنه لم يفتره { بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أي جاءك من ربك وحياً أوحاه إليك، { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } وهم مشركوا العرب لتنذرهم بأس الله وعذابه إن بقوا على شركهم وكفرهم، وقوله { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي رجاء أن يؤمنوا ويوحدوا فيهتدوا إلى الحق بعد ضلالهم فينجوا ويكملوا ويسعدوا وقوله: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي من مخلوقات { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } من مثل أيام الدنيا أولها الأحد وأخرها الجمعة ولذا كانت الجمعة من أفضل الأيام { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } عرشه سبحانه وتعالى استوى استواء يليق به يدبر أمر مخلوقاته. الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما هو الذي أنزل الكتاب وأرسل الرسول وهو الإِله الحق الذي لا إله غيره ولا ربّ سواه ما للعرب ولا للبشرية كلها من إله غيره، وليس لها من غيره من وليّ يتولاها بالنصر والإِنجاء إن أراد الله خذلانها وإهلاكها، وليس لها شفيع يشفع لها عنده إذا أراد الانتقام منها لشركها وشرها وفسادها وقوله: { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } فتعلموا أيها العرب المشركون أنه لا إله لكم إلا الله فتعبدوه وتوحدوه فتنجوا من عذابه وتكملوا وتسعدوا في دنياكم وآخرتكم.

السابقالتالي
2