الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }

شرح الكلمات:

الله الذي خلقكم من ضعف: أي من نطفة وهي ماء مهين.

ثم جعل من بعد ضعف قوة: أي من بعد ضعف الطفولة قوة الشباب.

ثم جعل من بعد قوة ضعفاً: أي من بعد قوة الشباب والكهولة ضعف الكبر والشيب

وشيبة: أي الهرم.

كذلك كانوا يؤفكون: أي كما صرفوا عن معرفة الصدق في اللبث كانوا يصرفون في الدنيا عن الإِيمان بالبعث والجزاء في الآخرة فانصرافهم عن الحق في الدنيا سبب لهم عدم معرفتهم لمدة لبثهم في قبورهم.

لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم: أي في انكارهم للبعث والجزاء.

ولا هم يستعتبون: أي لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله تعالى بالإِيمان والعمل الصالح.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء فقال تعالى { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } وحده { مِّن ضَعْفٍ } أي من ماء مهين وهي النطفة ثم جعل من بعد ضعف أي ضعف الطفولة { قُوَّةً } وهي قوة الشباب { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ } أي قوة الشباب والكهولة { ضَعْفاً } أي ضعف الكبر { وَشَيْبَةً } أي الهرم وقوله تعالى { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ } بخلقه { ٱلْقَدِيرُ } على ما يشاء ويريده فهو تعالى قادر على إحياء الأموات وبعثهم، إذ القادر على إيجادهم من العدم قادر على بعثهم من الرّمَم وقوله تعالى { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } أي القيامة { يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي يحلف المجرمون من أهل الشرك والمعاصي { مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ } أي لم يلبثوا في قبورهم إلا ساعة من زمن. وقوله تعالى { كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } أي كما صرفوا عن معرفة الصدق في اللبث في القبر كانوا يصرفون في الدنيا عن الإِيمان بالله تعالى ولقائه، والصارف لهم ظلمة نفوسهم بسبب الشرك والمعاصي. وقوله تعالى: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } أي في كتاب المقادير { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } وهو يوم القيامة { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } لعدم إِيمانكم بالله وبآياته والكتاب الذي أنزله.

وقوله فيومئذ أي يوم إذ يأتي يوم البعث { لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ } أي عن شركهم وكفرهم بلقاء ربهم، { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضى الله تعالى من الإِيمان والعمل الصالح وترك الشرك والمعاصي.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة العقلية التي لا ترد بحال.

2) بيان أطوار خلق الإِنسان من نطفة إلى شيخوخة وهرم.

3) فضل العلم والإِيمان وأهلهما.

4) بيان أن معذرة الظالمين لا تقبل منهم، ولا يستعتبون فيرضون الله تعالى فيرضى عنهم.