الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

شرح الكلمات:

فسبحان الله: أي سبحوا الله أي صلوا.

حين تمسون: أي تدخلون في المساء وفي هذا الوقت صلاة المغرب وصلاة العشاء.

وحين تصبحون: وتدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح.

وله الحمد في السماوات والأرض: أي وهو المحمود دون سواه في السماوات والأرض.

وعشيا: أي حين تدخلون في العشي وفيه صلاة العصر.

وحين تظهرون: أي تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر.

ويخرج الحي من الميت: أي يخرج الإِنسان الحي من النطفة وهي ميتة.

ويخرج الميت من الحي: أي يخرج النطفة من الإِنسان الحي والبيضة الميتة من الدجاجة الحيّة.

ويحي الأرض بعد موتها: أي يحييها بالمطر فتحيا بالنبات بعدما كانت يابسة ميتة.

وكذلك تخرجون: أي من قبوركم أحياء بعدما كنتم ميتين.

ومن آياته: أي ومن أدلة قدرته وعلمه وحكمته المقتضية لبعثكم بعد موتكم.

أن خلقكم من تراب: أي خلقه إياكم من تراب، وذلك بخلق آدم الأب الأول.

تنتشرون: أي في الأرض بشراً تعمرونها.

لتسكنوا إليها: أي لتسكن نفوسكم إلى بعضكم بعضاً بحكم التجانس في البشرية.

وجعل بينكم مودة: أي محبة ورحمة أي شفقة إذ كل من الزوجين يحب الآخر ويرحمه.

معنى الآيات:

قوله سبحانه وتعالى في هذه السياق: { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ......................... } الآية لما بين تعالى بدء الخلق ونهايته باستقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وهذا عمل يستوجب تنزيهه تعالى عما لا يليق بجلاله وكماله كما يستلزم حمده، ولما كانت الصلوات الخمس تشتمل على ذلك أمر بإقامتها في المساء والصباح والظهيرة والعشيّ فقال تعالى { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } أي سبحوا الله { حِينَ تُمْسُونَ } أي تدخلون في المساء وهي صلاة المغرب والعشاء { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } أي تدخلون في الصباح وهي صلاة الصبح. وقوله تعالى { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } يخبر تعالى أن له الحمد مستحقا له دون سائر خلقه في السماوات والأرض. وقوله { وَعَشِيّاً } معطوف على قوله { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } أي وسبحوه في العشي. وهي صلاة العصر { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } أي وسبحوه حين تدخلون في الظهيرة وهي صلاة الظهر.

وقوله تعالى { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } أي ومن مظاهر الجلال والكمال الموجبة لحمده وطاعته والمقتضية لقدرته على بعث عباده ومحاسبتهم ومجازاتهم أنه يخرج الحيَّ كالإِنسان من النطفة والطير من البيضة والمؤمن من الكافر { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } كالنطفة من الإِنسان والبيضة من الدجاجة وسائر الطيور التي تبيض. وقوله { وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي ومن مظاهر وجوده وقدرته وعلمه ورحمته أيضاً أنه يُحيي الأرض أي بالمطر بعد موتها بالجدب والقحط فإِذا هي رابية تهتز بأنواع النباتات والزروع وقوله: { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } أي وكإِخراجه الحيّ من الميت والميّت من الحي وكإِحيائه الأرض بعد موتها: يُحييكُم ويخرجكم من قبوركم للحساب والجزاء إذ القادر على الأول قادر على الثاني.

السابقالتالي
2