الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

شرح الكلمات:

تلك الدار الآخرة: أي الجنة، دار الأبرار.

لا يريدون علواً في الأرض: أي بغياً ولا استطالة على الناس.

ولا فساداً: أي ولا يريدون فساداً بعمل المعاصي.

والعاقبة: أي المحمودة في الدنيا والآخرة.

للمتقين: الذين يتقون مساخط الله فلا يعتقدون ولا يقولون ولا يعملون ما لا يرضى به الله تعالى.

من جاء بالحسنة: أي يوم القيامة والحسنة: اثر طاعة الله تعالى يجزى به المؤمن.

فله خير منها: أي تضاعف له عشرة أضعاف.

ومن جاء بالسيئة: السيئة أثر معصية الله تعالى يعاقب به العبد إذا لم يعف الله تعالى عنه.

معنى الايات:

لقد تقدم في السياق أن ثواب الله وهو الجنة خير لمن آمن وعمل صالحاً فأشار إليه تعالى بقوله { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } التي هي الجنة إذ هي آخر دار يسكنها المتقون فلا يخرجون منها. نجعلها، هذا هو الخبر عن قوله تلك الدار الآخرة فأخبر تعالى أنه يجعلها مأوى ومسكناً للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، لا يريدون استطالة على الناس وتعالياً وتكبراً عليهم وبغياً، ولا فساداً بارتكاب المعاصي كالقتل والزنا والسرقة وشرب الخمر، وقوله تعالى: { وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } أي والعاقبة المحمودة في الدارين لأهل الإِيمان والتقوى وهم المؤمنون الذين يتقون مساخط الله عز وجل، وذلك بفعل المأمورات واجتناب المنهيات. وقوله تعالى: { مَن جَآءَ } أي يوم القيامة { بِٱلْحَسَنَةِ } وهي الطاعات لله ورسوله { فَلَهُ } جزاء مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها وقد تُضاعف إلى أكثر بشرط أن لا تكون حسنة أعطيت له من حسنات ظالم في الدنيا فهذه لا تتضاعف. إذ تضاعف الحسنة التي باشرها، كما لا تضاعف حسنة من همَّ بحسنة ولم يعملها فإنها تكتب له حسنة ولا تضاعف لعدم مباشرته إياها وقوله { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } أي يوم القيامة. والسيئة أثر معصية الله تعالى ورسوله في نفسه { فَلاَ يُجْزَى } إلا مثلها أي لا تضاعف عليه وذلك لعدالة الله تعالى ورأفته بعباده، وهو معنى قوله تعالى { فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } من الشرك والمعاصي { إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي في الدنيا إذ هي دار العمل والآخرة دار الجزاء.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- حرمة التكبر والاستطالة على الناس، والعمل بالمعاصي، وأنه الفساد في الأرض.

2- بيان فضل الله ورحمته وعدله بين عباده بمضاعفة الحسنات وعدم مضاعفة السيئات.

3- العاقبة الحسنى وهي الجنة لأهل الإِيمان والتقوى.