الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ } * { وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

شرح الكلمات:

وأوحينا إلى أم موسى: أعلمناها أن ترضع ولدها الرضعات الأولى التي لا بد منها ثم تضعه في تابوت ثم تلقيه في اليم.

في اليم: أي في البحر وهو نهر النيل.

ولا تخافي ولا تحزني: أي لا تخافي أن يهلك ولا تحزني على فراقه، إنا رادوه إليك.

فالتقطه آل فرعون: أي أعوانه ورجاله.

ليكون لهم عدواً وحزناً: أي في عاقبة الأمر، فاللام للعاقبة والصيرورة.

قرة عين لي ولك: أي تقر به عيني وعينك فنفرح به ونُسَرْ.

وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً: أي من كل شيء إلا منه عليه السلام أي لا تفكر في شيء إلا فيه.

إن كادت لتبدي به: أي قاربت بأن تصرخ أنه ولدها وتظهر ذلك.

وقالت لأخته قصيه: أي اتبعي أثره حتى تعرفي أين هو.

فبصرت به عن جنب: أي لاحظته وهي مختفيه تتبعه من مكان بعيد.

معنى الآيات:

هذه بداية قصة موسى مع فرعون وهو طفل رضيع إلى نهاية هلاك فرعون في ظرف طويل بلغ عشرات السنين. بدأ تعالى بقوله تعالى: { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ } أي أعلمناها من طريق الإِلقاء في القلب { أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } آل فرعون الذين يقتلون مواليد بني إسرائيل الذكور في هذه السنة { فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ } أي بعد أن تجعليه في تابوت أي صندوق خشب مطلي بالقار، { وَلاَ تَخَافِي } عليه الهلاك { وَلاَ تَحْزَنِيۤ } على فراقك له { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ } لترضعيه { وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } ونرسله إلى عدوكم فرعون وملائه. قال تعالى: { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ } أي فعلت ما أمرها الله تعالى به بأن جعلته في تابوت وألقته في اليم أي النيل { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ } حيث وجدوه لقطة فأخذوه وأعطوه لآسية بنت مزاحم عليها السلام امرأة فرعون. وقوله تعالى: { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } هذا باعتبار ما يؤول إليه الأمر فهم ما التقطوه لذلك ولكن شاء الله ذلك فكان لهم { عَدُوّاً وَحَزَناً } فعاداهم وأحزنهم.

وقوله تعالى: { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ } أي آثمين بالكفر والظلم ولذا يكون موسى لهم عدواً وحزناً. وقوله تعالى: { وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ } قالت هذا حين هم فرعون بقتله لما نتف موسى لحيته وهو رضيع تعلق به فأخذ شعرات من لحيته فتشاءم فرعون وأمر بقتله فاعتذرت آسية له فقالت هو { قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ } فقال فرعون قرة عين لك أما أنا فلا وقولها { عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا } في حياتنا بالخدمة ونحوها { أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } وذلك بالتبني وهذا الذي حصل، فكان موسى إلى الثلاثين من عمره يعرف بإبن فرعون وقوله { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } اي بما سيكون من أمره وأن هلاك فرعون وجنوده سيكون على يده.

السابقالتالي
2