الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } * { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

شرح الكلمات:

وما كنت بجانب الغربي: أي لم تكن يا رسولنا حاضراً بالجانب الغربي من موسى.

إذ قضينا إلى موسى الأمر: أي بالرسالة إلى فرعون وقومه.

وما كنت من الشاهدين: حتى تعلمه وتخبر به.

ولكنا أنشأنا قروناً فتطاول عليهم العمر: أي غير أننا أنشأنا بعد موسى أمماً طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره.

وما كنت ثاوياً في أهل مدين: أي ولم تكن يا رسولنا مقيماً في أهل مدين فتعرف قصتهم.

وما كنت بجانب الطور إذ نادينا: أي لم تكن بجانب الطور أي جبل الطور إذ نادينا موسى وأوحينا إليه ما أوحينا حتى تخبر بذلك.

ما أتاهم من نذير من قبلك: أي أهل مكة والعرب كافة.

ولولا أن تصيبهم مصيبة الخ: أي فيقولوا لولا أي هلا أرسلت إلينا رسولاً لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً.

معنى الآيات:

بعد انتهاء قصص موسى مع فرعون وإنزال التوراةبَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [القصص: 43] وكان القصص كله شاهداً على نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاطب الله تعالى رسوله فقال: { وَمَا كُنتَ } أي حاضراً { بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } أي بالجبل الغربي من موسى { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } بإرساله رسولاً إلى فرعون وملئه { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي الحاضرين إذاً فكيف علمت هذا وتتحدث به لولا أنك رسول حق؟!

وقوله: { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً } أي أمماً بعد موسى { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } أي طالت بهم الحياة وامتدت فنسوا العهود واندرست العلوم الشرعية وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره وقوله: { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } أي مقيماً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } فكيف عرفت حديثهم وعرفت إقامة موسى بينهم عشر سنين لولا إنك رسول حق يوحى إليك نبأ الأولين وهو معنى قوله تعالى { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } فأرسلناك رسولاً وأوحينا إليك أخبار الغابرين.

وقوله: { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ } أي جبل الطور { إِذْ نَادَيْنَا } موسى وأمرناه بما أمرناه وأخبرناه بما أخبرنا به، فكيف عرفت ذلك وأخبرت به لولا أنك رسول حق يوحى إليك. قوله تعالى { وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } أي أرسلناك رحمة من ربك للعالمين { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } وهم أهل مكة والعرب أجمعون { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي كىْ يتعظوا فيؤمنوا ويهتدوا فينجوا ويسعدوا.

وقوله تعالى: { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } أي عقوبة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي من الشرك والمعاصي { فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } أي هلا أرسلت إلينا رسولاً { فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي لولا قولهم هذا لعاجلناهم بالعذاب ولما أرسلناك إليهم رسولاً إذاً فما لهم لا يؤمنون ويشكرون؟؟!

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير النبوة المحمدية بأقوى الأدلة العقلية.

2- بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاءت في أوانها واشتداد الحاجة إليها.

3- البعثة المحمدية كانت عبارة عن رحمة إلهية رحم الله بها العالمين.

4- جواب { لَوْلاۤ } في قوله { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم }. محذوف وقد ذكرناه وهو لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً.