الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } * { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } * { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }

شرح الكلمات:

أن اعبدوا: أي بأن اعبدوا الله.

فريقان يختصمون: أي طائفتان مؤمنة موحدة وكافرة مشركة يختصمون.

تستعجلون بالسيئة: أي تطالبون بالعذاب قبل الرحمة.

لولا تستغفرون الله: أي هلا تطلبون المغفرة من ربكم بتوبتكم إليه.

قالوا اطيرنا بك: أي تشاءمنا بك وبمن معك من المؤمنين.

قال طائركم عند الله: أي ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره عند الله علمه.

بل أنتم قوم تفتنون: أي تختبرون بالخير والشر.

تسعة رهط: أي تسعة رجال ظلمة.

تقاسموا بالله: أي تحالفوا بالله أي طلب كل واحد من الثاني أن يحلف له.

لنبيتنه وأهله: أي لنقتلنه والمؤمنين به ليلاً.

ما شهدنا مهلك أهله: أي ما حضرنا قتله ولا قتل أهله.

معنى الآيات:

قوله تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ } هذا بداية قصص صالح عليه السلام مع قومه ثمود لما ذكر تعالى قصص سليمان مع بلقيس ذكر قصص صالح مع ثمود وذلك تقريراً لنبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ووضع المشركين من قريش أمام أحداث تاريخية تمثل حالهم مع نبيهم لعلهم يذكرون فيؤمنوا قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ } أي قبيلة ثمود { أَخَاهُمْ } أي في النسب { صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ } أي قال لهم اعبدوا الله أي وحدوه { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ } موحدون ومشركون { يَخْتَصِمُونَ } فريق يدعو إلى عبادة الله وحده وفريق يدعو إلى عبادة الأوثان مع الله وشأن التعارض أن يحدث التخاصم كل فريق يريد أن يخصم الفريق الآخر. وطالبوا صالحاً بالآيات وقالوافَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } [الأعراف: 70] أي من العذابإِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [الأعراف: 70] في أنك رسول إلينا مثل الرسل فرد عليهم وقال { يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } أي تطالبونني بعذابكم { قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } فالمفروض أن تطالبوا بالحسنة التي هي الرحمة لا السيئة التي هي العذاب. إن كفركم ومعاصيكم هي سبيل عذابكم، كما أن إيمانكم وطاعتكم هي سبيل نجاتكم وسعادتكم فبادروا بالإِيمان والطاعة طلباً لحسنة الدنيا والآخرة. إنكم بكفركم ومعاصيكم تستعجلون عذابكم { لَوْلاَ } أي هلا { تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ } بترككم الشرك والمعاصي { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي كي ترحموا بعد هذا الوعظ والإِرشاد. كان جواب القوم ما أخبر تعالى به عنهم في قوله { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } أي تشاءمنا بك وبأتباعك المؤمنين، فرد عليهم بقوله { طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره عند الله علمه وهو كائن لا محالة، وليست القضية تشاؤماً ولا تيامناً { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } وقوله تعالى { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ } أي مدينة الحجر حجر ثمود تسعة رجال { يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ } بالكفر والمعاصي { وَلاَ يُصْلِحُونَ } وهم الذين تمالؤوا على عقر الناقة ومن بينهم قُدَار بن سالف الذي تولى عقر الناقة.

السابقالتالي
2