الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ } * { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ }

شرح الكلمات:

متعنا هؤلاء وآباءهم: أي بما أنعمنا عليهم من الخيرات.

حتى طال عليهم العمر: فانغرُّوا بذلك.

ننقصها من أطرافها: أي بالفتح على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المؤمنين.

إنما أنذركم بالوحي: أي بأخبار الله تعالى التي يوحيها إلي وليس هناك شيء من عندي.

نفحة: أي وقعة من عذاب خفيفة.

يا ويلنا إنا كنا ظالمين: أي يقولون يا ويلنا أي يا هلاكنا.

إنا كنا ظالمين: أي بالشرك والتكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم.

الموازين القسط: أي العادلة.

فلا تظلم نفس شيئاً: لا بنقص حسنة ولا بزيادة سيئة.

مثقال حبة: أي زنة حبة من خردل.

وكفى بنا حاسبين: أي محصين لكل شيء.

معنى الآيات:

ما زال السياق في إبطال دعاوي المشركين فقال تعالى: { بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ } بما أنعمنا عليهم هم وآباؤهم فظنوا أن آلهتهم هي الحافظة لهم بل الله هو الحافظ حتى طال عليهم العمر فانغروا بذلك. { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ } أرض الجزيرة بلادهم { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ } بدخول أهلها في الإِسلام بلداً بعد بلد. { أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }؟ الله هو الغالب حيث مكن لرسوله والمؤمنين وفتح عليهم، ثم أمر رسوله أن يقول لهم أيها المكذبون إنما أنذركم العذاب وأخوفكم من عاقبة شرككم بالوحي الإِلهي لا من تلقاء نفسي، وقوله تعالى: { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ } فالصم لحبهم الباطل الذي هم عليه لا يسمعون الدعاء إذا ما ينذرون وفي الخبر حبك الشيء يعمي ويصم فحبهم للشرك وآلهته جعلهم لا يسمعون فاستوى انذارهم وعدمه وقوله تعالى: { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ } أي وقعة خفيفة من العذاب لصاحوا يدعون بالويل على أنفسهم قائلين { يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } فكيف بهم إذا وضعت الموازين العدل ليوم القيامة حيث لا تظلم نفس شيئاً وإن قل وإن كان مثقال حبة من حسنة أو سيئة أتينا بها ووزناها { وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ } أي محصين لأعمال العباد لعلمنا المحيط بكل شيء وقدرتنا التي لا يعجزها شيء.. ألا فلنتق الله أيها العقلاء!!

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- طول العمر والرزق الواسع كثيراً ما يُسبب الغرور لصاحبه.

2- حب الشيء يعمي صاحبه حتى لا يرى إلا ما أحبه ويصمه بحيث لا يسمع إلا ما أحبه.

3- بيان ضعف الإِنسان وأن أدنى عذاب ينزل به لا يتحمله ويصرخ داعياً يا هلاكاه.

4- تقرير البعث والحساب والجزاء.