الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } * { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ يٰمُوسَىٰ } * { إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ } * { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } * { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ } * { فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ }

شرح الكلمات:

هل أتاك: قد أتاك فالاستفهام للتحقيق.

حديث موسى: أي خبره وموسى هو ابن عمران نبي بني إسرائيل.

إذ رأى ناراً: أي حين رؤيته ناراً.

لأهله: زوجته بنت شعيب ومن معها من خادم أو ولد.

آنست ناراً: أي أبصرتها من بعد.

بقبس: القبس عود في رأسه نار.

على النار هدى: أي ما يهديني الطريق وقد ضل الطريق إلى مصر.

فلما أتاها: أي النار وكانت في شجرة من العوسج ونحوه تتلألؤ نوراً لا ناراً.

نودي يا موسى: أي ناداه ربه قائلاً له يا موسى....!

المقدس طوى: طوى اسم للوادي المقدس المطهر.

اخترتك: من قومك لحمل رسالتي إلى فرعون وبني إسرائيل.

فاستمع لما يوحى: أي إليك وهو قوله تعالى: { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ }.

لذكري: أي لأجل أن تذكرني فيها.

أكاد أخفيها: أي أبالغ في إخفائها حتى لا يعلم وقت مجيئها أحد.

بما تسعى: أي سعيها في الخير أو في الشر.

فتردى: أي تهلك.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد ففي نهاية الآية السابقة [8] كان قوله تعالىٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } تقريراً للتوحيد وإثباتاً له وفي هذه الآية [9] يقرره تعالى عن طريق الإخبار عن موسى، وأن أول ما أوحاه إليه من كلامه كان إخباره بأنه لا إله إلا هو أي لا معبود غيره وأمره بعبادته. فقال تعالى: { وَهَلْ أَتَاكَ } أي يا نبينا { حَدِيثُ مُوسَىٰ إِذْ رَأَى نَاراً } ، وكان في ليلة مظلمة شاتية وزنده الذي معه لم يقدح له ناراً { فَقَالَ لأَهْلِهِ } أي زوجته ومن معها وقد ضلوا طريقهم لظلمة الليل، { ٱمْكُثُوۤاْ } اي ابقوا هنا فقد آنست ناراً أي أبصرتها { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ } فنوقد به ناراً تصطلون بها أي تستدفئون بها، { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } أي أجد حولها ما يهدينا طريقنا الذي ضللناه.

وقوله تعالى: { فَلَمَّآ أَتَاهَا } أي أتى النار ووصل إليها وكانت شجرة تتلألؤ نوراً { نُودِيَ يٰمُوسَىٰ } أي ناداه ربه تعالى قائلاً يا موسى { إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ } أي خالقك ورازقك ومدبر أمرك { فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } وذلك من أجل أن يتبرك بملامسة الوادي المقدس بقدميه. وقوله تعالى { وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ } أي لحمل رسالتي إلى من أرسلك إليهم. { فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ } أي إليك وهو: { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ } أي أنا الله المعبود بحق ولا معبود بحق غيري وعليه فاعبدني وحدي، { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } ، أي لأجل أن تذكرني فيها وبسببها. فلذا من لم يصل لم يذكر الله تعالى وكان بذلك كافراً لربه تعالى. وقوله { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ } أي إن الساعة التي يقوم فيها الناس أحياء من قبورهم للحساب والجزاء آتية لا محالة.

السابقالتالي
2