شرح الكلمات: آيات بينات: هي آيات القرآن الكريم الواضحة فيما تدل عليه من معان. يكفر بها: يجحد بكونها كتاب الله ووحيه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. الفاسقون: الخارجون عما يجب أن يكونوا عليه من الإِيمان بالله والإِسلام له ظاهراً وباطناً. أو كلما عاهدوا: الهمزة للإِستفهام الإِنكاري والواو عاطفة على تقديره أكفروا بالقرآن ونبيه وكلما عاهدوا الخ.. العهد: الوعد الملزم. نبذه: طرحه وألقاه غير آبه به ولا ملتفت إليه. رسول: التنكير للتعظيم والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم، ومن قبله عيسى عليه السلام. لما معهم: من نعتِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتقرير نبوته، وسائر أصول الدين في التوراة. كتاب الله: التوراة لدلالتها على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحة دينه الإِسلام. وراء ظهورهم: أي أعرضوا عنه ولم يلتفتوا إليه لمنافاته لما هم معروفون عليه من الكفر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كأنهم لا يعلمون مع أنهم يعلمون حق العلم. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في تقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعموم رسالته والرد على اليهود وإظهار ما هم عليه من الفسق والكفر والظلم ففي الآية الأولى [99] يرد تعالى على قول ابن صوريا اليهودي للرسول صلى الله عليه وسلم ما جئتنا بشيء بقوله: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ } كالأعور بن صوريا اليهودي وفي الآية الثانية [100] ينكر الحق سبحانه وتعالى على اليهود كفرهم ونبذهم للعهود والمواثيق وليسجل عليهم عدم إيمان أكثرهم بقوله: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }. وفي الآية الثالثة [101] ينعى البارىء عز وجل على علماء اليهود نبذهم للتوراة لما رأو فيها من تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإثباتها فقال: { وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- الفسق العام ينتج الكفر، إن العبد إذا فسق وواصل الفسق عن أوامر الله ورسوله سيؤدي به ذلك إلى أن ينكر ما حرم الله وما أوجب فيكفر لذلك والعياذ بالله. 2- اليهود لا يلتزمون بوعد ولا يفون بعهد، فيجب أن لا يوثق في عهودهم أبداً. 3- التوراة أحد كتب الله عز وجل المنزلة أنزلها على عبده ورسوله موسى بن عمران عليه السلام. 4- قبح جريمة من تنكَّر للحق بعد معرفته، ويصبح وكأنه جاهل به.