شرح الكلمات: قال ألم أقل لك: أي قال خَصِرْ لموسى عليهما السلام. بعدها: أي بعد هذه المرة. فلا تصاحبني: أي لا تتركني أتبعك. من لدني عذراً: أي من قبلي " جهتي " عذراً في عدم مصاحبتي لك. أهل قرية: مدينة أنطاكية. استطعما أهلها: أي طلبا منهم الطعام الواجب للضيف. يريد أن ينقض: أي قارب السقوط لميلانه. فأقامه: أي الخضر بمعنى أصلحه حتى لا يسقط. أجراً: أي جعلا على إقامته وإصلاحه. هذا فراق بيني وبينك: أي قولك هذا { لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } هو نهاية الصحبة وبداية المفارقة. بتأويل: أي تفسير ما كنت تنكره على حسب علمك. معنى الآيات: ما زال السياق في محاورة الخضر مع موسى عليهما السلام، فقد تقدم إنكار موسى على الخضر قتله الغلام بغير نفس، ولا جرم إرتكبه، وبالغ موسى في إنكاره إلى أن قال:{ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } [الكهف: 74] فأجابه خَضِرْ بما أخبر تعالى به في قوله: { أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } لما سألتني الصحبة للتعليم، فأجاب موسى بما أخبر تعالى به في قوله: { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا } أي بعد هذه المرة { فَلاَ تُصَاحِبْنِي } أي اترك صحبتي فإنك { قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي } أي من جهتي وقبلي عذراً في تركك إياي. قال تعالى: { فَٱنطَلَقَا } في سفرهما { حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ } " أي مدينة " قيل إنها انطاكية ووصلاها في الليل والجو بارد فاستطعما أهلها أي طلبا منهم طعام الضيف الواجب له { فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا } أي في القرية { جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } أي يسقط فأقامة الخضر وأصلحه فقال موسى له: { لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } أي جعل مقابل إصلاحه، لا سيما أن أهل هذه القرية لم يعطونا حقنا من الضيافة. وهنا قال الخضر لموسى: { هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } لانك تعهدت إنك إذا سألتني بعد حادثة قتل الغلام عن شيء أن لا تطلب صحبتي وها أنت قد سألتني، فهذا وقت فراقك إذاً { سَأُنَبِّئُكَ } أي أخبرك { بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- وجوب الوفاء بما التزم به الإِنسان لآخر. 2- وجوب الضيافة لمن استحقها. 3- جواز التبرع بأي خير أو عمل إبتغاء وجه الله تعالى.