الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } * { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } * { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } * { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } * { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } * { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ }

شرح الكلمات:

قال فاخرج منها: أي من الجنة.

فإنك رجيم: أي مرجومٌ مطرودٌ ملعون.

إلى يوم الوقت المعلوم: أي وقت النفخة الأولى التي تموت فيها الخلائق كلها.

بما أغويتني: أي بسبب إغوائك لي أي إضلالك وإفسادك لي.

المخلصين: أي الذين استخلصتهم لطاعتك فإن كيدي لا يعمل فيهم.

هذا صراطٌ علي مستقيم: أي هذا طريقٌ مستقيم موصل إليَّ وعليَّ مراعاته وحفظه.

لها سبعة أبواب: أي أبواب طبقاتها السبع التي هي جهنم، ثم لظى، ثم الحُطمة، ثم السعير، ثم سَقَر، ثم الجحيم، ثم الهاوية.

معنى الآيات:

قوله تعالى: { فَٱخْرُجْ مِنْهَا } هذا جوابٌ عن قول إبليس،لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ } [الحجر: 33]. الآية إذاً فاخرج منها أي من الجنة { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } أي مرجوم مطرود مُبعد، { وَإِنَّ عَلَيْكَ } لعنتي أي غضبي وإبعادي لك من السماوات { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } أي إلى يوم القيامة وهو يوم الجزاء. فقال اللعين ما أخبر تعالى به عنه: { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي } أي أمهلني لا تُمِتني { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } فأجاب الرب تعالى بقوله: { فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } أي الممهلين { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } وهو فناء بني آدم حيث لم يبق منهم أحد وذلك عند النفخة الأولى. فلما سمع اللعين ما حكم به الرب تعالى عليه قال ما أخبر الله عنه بقوله: { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي } أي بسبب إغوائك { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي الكفر والشرك وكبائر الذنوب، و { وَلأُغْوِيَنَّهُمْ } أي لأضلنّهم { أَجْمَعِينَ } { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } فاستثنى اللعين من استخلصهم الله تعالى لطاعته وأكرمهم بولايته وهم الذين لا يَسْتَبِدُّ بهم غضبٌ ولا تتحكم فيهم شهوة ولا هوى. وقوله تعالى: { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } أي هذا طريق مستقيم إليَّ أرعاه وأحفظه وهو { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } { وَإِنَّ جَهَنَّمَ } لموعدك وموعد أتباعك الغاوين أجمعين { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } إذ هي سبع طبقات لكل طبقة باب فوقها يدخل معه أهل تلك الطبقة، وهو معنى قوله تعالى: { لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } أي نصيبٌ معين وطبقاتها هي: جهنم، لظى، الحطمة، السعير، سقر، الجحيم، الهاوية.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- حرمان إبليس من التوبة لاستمرار غضب الله عليه إلى يوم القيامة.

2- استجاب الله لشر خلقه وهو إبليس فمن الجائز أن يستجيب الله دعاء الكافر لحكمة يريدها الله تعالى.

3- أمضى سلاح يغوي به إبليس بني آدم هو التزين للأشياء حتى ولو كانت دميمة قبيحة يصيرها بوسواسه زينة حسنة حتى يأتيها الآدمي.

4- عصمة الرسل وحفظ الله للأولياء حتى لا يتلوثوا بأوضار الذنوب.

5- طريق الله مستقيم إلى الله تعالى يسلكه الناس حتى ينتهوا إلى الله سبحانه فيحاسبهم ويجزيهم بكسبهم الخير بالخير والشر بالشر.

7- بيان أن لجهنم طبقات واحدة فوق أخرى ولكل طبقةٍ بابها فوقها يدخل معه أهل تلك الطبقة لا غير.