الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

شرح الكلمات:

الۤمۤر: هذه الحروف المقطعة تكتب الۤمۤر وتُقرأ ألف لاَمْ مِيمْ را. والله أعلم بمراده بها.

بغير عمد ترونها: العمد جمع عمود أي مرئية لكم إذ الجملة نعت.

ثم استوى على العرش: استواء يليق به عزوجل.

وسخر الشمس والقمر: أي ذللّها بمواصلة دورانها لبقاء الحياة إلى أجلها.

هو الذي مد الأرض: أي بسطها للحياة فوقها.

رواسي: أي جبال ثوابت.

زوجين اثنين: أي نوعين وضربين كالحلو والحامض والأصفر والأسود مثلا.

لآيات: أي دلالات على وحدانية الله تعالى.

قطع متجاورات: أي بقاع متلاصقات.

ونخيل صنوان: أي عدة نخلات في أصل واحد يجمعها، والصنو الواحد والجمع صنوان.

في الأكل: أي في الطعم هذا حلو وهذا مرٌ وهذا حامض، وهذا لذيذ وهذا خلافه.

معنى الآيات:

قوله تعالى { الۤمۤر } الله أعلم بمراده به. وقوله { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } الإشارة إلى ما جاء من قصص سورة يوسف، فالمراد بالكتاب التوراة والإِنجيل فمن جملة آياتها ما قص الله تعالى على رسوله. وقوله { وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } وهو القرآن العظيم { ٱلْحَقُّ } أي هو الحق الثابت، وقوله { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي مع أن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق فإن أكثر الناس من قومك وغيرهم لا يؤمنون بأنه وحي الله وتنزيله فيعملوا به فيكملوا ويسعدوا، وقوله تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }: أي أن إلهكم الحق الذي يجب أن تؤمنوا به وتعبدوه وتوحدوه الله الذي رفع السماوات على الأرض بغير عمد مرئية لكم ولكن رفعها بقدرته وبما شاء من سنن. وقوله: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي خلق السماوات والأرض ثم استوى على عرشه استواء يليق بذاته وجلاله يدبر أمر الملكوت وقوله: { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } أي ذللهما بعد خلقهما يسيران في فلكهما سيراً منتظماً إلى نهاية الحياة، وقوله { كُلٌّ يَجْرِي } أي في فلكه فالشمس تقطع فلكها في سنة كاملة والقمر في شهر كامل وهما يجريان هكذا إلى نهاية الحياة الدنيا فيخسف القمر وتنكدر الشمس وقوله: { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي يقضي ما يشاء في السماوات والأرض ويدبر أمر مخلوقاته بالإِماتة والإحياء والمنع والإِعطاء كيف يشاء وحده لا شريك له في ذلك. وقوله: { يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } أي القرآنية بذكر القصص وضرب الأمثال وبيان الحلال والحرام كل ذلك ليهيئكم ويعدكم للإِيمان بلقاء ربكم فتؤمنوا به وتعبدوا الله وتوحدوه في عبادته فتكملوا في أرواحكم واخلاقكم وتسعدوا في دنياكم وآخرتكم. وقوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ } أي بسطه { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ } أي جبالاً ثوابت { وَأَنْهَاراً } أي وأجرى فيها أنهاراً { وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } أي نوعين وضربين فالرمان منه الحلو ومنه الحامض والزيتون منه الأصفر والأسود، والتين منه الأبيض والأحمر وقوله: { يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ } أي يغطي سبحانه وتعالى النهار بالليل لفائدتكم لتناموا وتستريح أبدانكم من عناء النهار.

السابقالتالي
2