شرح الكلمات: لأبيه: أي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام. إني رأيت: أي في منامي. أحد عشر كوكبا: أي من كواكب السماء. ساجدين: أي نزل الكل من السماء وسجدوا ليوسف وهو طفل. فيكيدوا لك: أي يحتالوا عليك بما يضرك. عدو مبين: أي بين العداوة ظاهرها. يجتبيك ربك: أي يصطفيك له لتكون من عباده المخلصين. من تاويل الأحاديث: أي تعبير الرؤيا. ويتم نعمته عليك: أي بأن ينبّئك ويرسلك رسولاً. معنى الآيات: قوله تعالى { إِذْ قَالَ يُوسُفُ } هذا بداية القصص أي اذكر أيها الرسول إذ قال يوسف بن يعقوب لأبيه يعقوب { يٰأَبتِ } أي يا أبي { إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً } أي من كواكب السماء { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } أي نزلوا من السماء وسجدوا له تحيّة وتعظيما. وسيظهر تأويل هذه الرؤيا بعد أربعين سنة حيث يجمع الله شمله بأبويه وإخوته الأحد عشر ويَسجدُ الكل له تحيّة وتعظيما. وقوله تعالى { قَالَ يٰبُنَيَّ } أي قال يعقوب لولده يوسف { لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ } وهم إخوة له من أبيه دون أمه { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً } أي يحملهم الحسد على أن يكيدوك بما يضرك بطاعتهم للشيطان حين يغريهم بك { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } إذ أخرج آدم وحواء من الجنة بتزيينه لهما الأكل من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عن الأكل منها. وقوله { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } وكما أراك ربك الكواكب والشمس والقمر ساجدين لك يجتبيك أي يصطفيك له لتكون من عباده المخلصين. وقوله { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } أي ويعلمك معرفة ما يؤول إليه أحاديث الناس ورؤياهم المنامية، ويتم نعمته عليك بالنبوة وعلى آل يعقوب أي أولاده. { كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ } إسحاق جد يوسف الأدنى وإبراهيم جده الأعلى حيث أنعم عليهما بانعامات كبيرة أعظمها النبوة والرسالة، وقوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ } أي بخلقه { حَكِيمٌ } أي في تدبيره فيضع كل شيء في موضعه فيكرم من هو أهل للاكرام، ويحرم من هو أهل للحرمان. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- ثبوت الرؤيا شرعاً ومشروعية تعبيرها. 2- قد تتأخر الرؤيا فلا يظهر مصداقها إلا بعد السنين العديدة. 3- مشروعية الحذر والأخذ بالحيطة في الأمور الهامة. 4- بيان إفضال الله على آل إبراهيم بما أنعم عليهم فجعلهم أنبياء آباء وأبناء وأحفاداً.