الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } * { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }

شرح الكلمات:

الملك: ملك مصر الذي العزيز وزير من وزرائه واسمه الريان بن الوليد.

سبع عجاف: هزال غير سمان.

يا أيها الملأ: أيها الأشراف والأعيان من رجال الدولة.

أفتوني في رؤياي: أي عبروها لي.

أضغاث أحلام: أي أخلاط أحلام كاذبة لا تعبير لها إلا ذاك.

وادّكر بعد أمة: أي وتذكر بعد حين من الزمن أي قرابة سبع سنين.

يوسف أيها الصديق: أي يا يوسف أيها الصديق أي يا كثير الصدق علم ذلك منه في السجن.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في الحديث عن يوسف وهو في محنته إنه لما قارب الفرج أوانه رأى ملك مصر رؤيا أهالته وطلب من رجال دولته تعبيرها، وهو ما أخبر تعالى به في هذه الآيات إذ قال عز وجل: { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ } أي مهازيل في غاية الهزال. { وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ } أي سنبلات يابسات. ثم واجه رجال العلم والدولة حوله وقد جمعهم لذلك فقال { يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } أي تؤولون. فأجابوه بما أخبر تعالى عنهم بقوله { قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي رؤياك هذه هي من أضغاث الأحلام التي لا تعبر، إذ قالوا { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } والمراد من الأضغاث الأخلاط وفي الحديث الصحيح " الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان " وقوله تعالى { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا } أي من صاحبي السجن، { وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } أي وتذكر ما أوصاه به يوسف وهو يودعه عند باب السجن إذ قال لهٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } [يوسف: 42] بعد حين من الزمن قرابة سبع سنوات. قال ما أخبر تعالى به عنه { أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } أي إلى يوسف في السجن فإِنه أحسن من يعبر الرؤى فأرسلوه فدخل عليه وقال ما أخبر به تعالى عنه في قوله { يُوسُفُ } أي يا يوسف { أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } وقوله { لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ } أي الملك ورجاله { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } أي ما تعبرها به أنت فينتفعون بذلك.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- جواز الرؤيا الصالحة يراها الكافر والفاسق.

2- الرؤى نوعان حلم من الشيطان، ورؤيا من الرحمن.

3- النسيان من صفات البشر.

4- جواز وصف الإِنسان بما فيه من غير إطراء كقوله أيها الصديق.

5- لعل تكون بمعنى كي التعليلية.