شرح الكلمات: ألر: تكتب ألر وتقرأ: ألف، لام، را، والله أعلم بمراده بذلك. الكتاب المبين: أي القرآن المظهر للحق في الاعتقادات والعبادات والشرائع. قرآنا عربيا: أي بلغه العرب العدنانيّون والقحطانيون سواء. نحن نقص: نحدثك متتبعين آثار الحديث على وجهه الذي كان عليه وتم به. بما أوحينا: أي بإِيحائنا إليك فالوحي هو أداة القصص. من قبله: أي من قبل نزوله عليك. لمن الغافلين: أي من قبل إيحائنا إليك غافلا عنه لا تذكره ولا تعلم منه شيئاً. معنى الآيات: إن المناسبة بين سورتي هود ويوسف عليهما السلام أن الثانية تتميم للقصص الذي اشتملت عليه الأولى إذ سورة يوسف اشتملت على أطول قصص في القرآن الكريم أوله{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ } [الآية: 4] رابع آية وآخره{ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ } [الآية: 102] الآية الثانية بعد المائة وأما سبب نزول هذه السورة فقد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم لو قصصت علينا فأنزل الله تعالى { الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } إلى قوله{ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ } [الآية: 102] فقص أحداث أربعين سنة تقريباً، فقوله تعالى { الۤر } من هذه الحروف المقطعة تألفّت آيات القرآن الكريم، فأشار إليها بقوله { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } أي المبيّن للحق المُظهر له ولكل ما الناس في حاجة إليه مما يصلح دينهم ودنياهم. وقوله تعالى { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ } أي القرآن { قُرْآناً عَرَبِيّاً } أي بلسان العرب ليفهموه ويعقلوا معانيه فيهتدوا عليه فيكملوا ويسعدوا. وقوله { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي ليمكنكم فهمه ومعرفة ما جاء فيه من الهدى والنور. وقوله تعالى { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ } يا رسول الله { أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } أي أصحه وأصدقه وأنفعه وأجمله { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } أي بواسطة إيحائنا إليك هذا القرآن، { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ } أي من قبل إيحائه إليك { لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } عنه لا تذكره ولا تعلمه. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- تقرير إعجاز القرآن إذ هو مؤلف من مثل الۤر، وطسۤ، وقۤ، ومع هذا لم يستطع العرب أن يأتوا بسورة مثله. 2- بيان الحكمة في نزول القرآن باللغة العربية وهي أن يعقله العرب ليبلغوه إلى غيرهم. 3- القرآن الكريم اشتمل على أحسن القصص فلا معنى لسماع قصص غيره. 4- تقرير نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وإثباتها بأقوى برهان عقليّ وأعظم دليل نقليّ.