شرح الكلمات: تبت يدا أبي لهب: أي خسرت يدا أبي لهب بن عبد المطلب أي خسر عمله. وتب: أي خسر هو بذاته إذ هو من أهل النار. ما أغنى عنه ماله: أي أي شيء أغنى عنه ماله لما سخط الله تعالى عليه وعذبه في الدنيا والآخرة. وما كسب: أي من المال والولد وغيرها. سيصلى نارا: أي يدخل نارا يصطلي بحرها ولفحها. ذات لهب: أي توقد واشتعال. وامرأته: أي أم جميل العوراء. حمالة الحطب: أي تحمل شوك السعدان وتلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم أذية له وكرها. في جيدها: أي في عنقها. حبل من مسد: أي من ليف. معنى الآيات: قوله تعالى { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } الآيات الخمس المباركات نزلت ردا على أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم إذ صح أنه لما نزلت آية{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } [الآية: 214] من سورة الشعراء طلع صلى الله عليه وسلم إلى جبل الصفا ونادى: واصباحاه واصباحاه فاجتمع الناس حوله فقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد: قولوا لا إله إلا لله كلمة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم. فنطق أبو لهب فقال: ألهذا جمعتنا تبا لك طول اليوم فأنزل الله تعالى رداً عليه { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } أي خسر أبو لهب وخسر كل شيء له وهذه جملة دعائية ولذا هلك بمرض خطير لم يتمكنوا من غسله فأراقوا عليه الماء، فقط وقوله { وَتَبَّ } إخبار من الله تعالى بهلاك عبد العزى أبي لهب وقوله { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } أي لما سخط الله عليه وأدخله ناره لم يغن عنه أي لم يدفع عنه العذاب ماله ولا ولده. وقوله تعالى { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } أي تَوقُّدٍ وتأجُّجٍ. { وَٱمْرَأَتُهُ } أم جميل العوراء { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } حيث كانت تأتي بشوك السعدان وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم عند ذهابه إلى صلاة الصبح بالمسجد الحرام. وقوله تعالى { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } أي في عنقها حبل من ليف النخل أو مسد شجر الدوم بهذا حكم الله تعالى على أعدائه وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- بيان حكم الله بهلاك أبي لهب وإبطال كيده الذي كان يكيده لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- لا يغني المال ولا الولد عن العبد شيئا من عذاب الله إذا عمل بمساخطه وترك مراضيه. 3- حرمة أذية المؤمنين مطلقا. 4- عدم إغناء القرابة شيئا من الشرك والكفر إذ أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في النار ذات اللهب.