الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } * { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } * { قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } * { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ }

شرح الكلمات:

سيء بهم: أي حصل له غم وهم بمجيئهم إليه.

وضاق بهم ذرعا: أي عجزت طاقته عن تحمل الأمر.

يوم عصيب: أي شديد لا يحتمل.

يهرعون إليه: أي مدفوعين بدافع الشهوة يمشون مسرعين في غير اتزان.

السيئات: أي كبائر الذنوب بإِتيان الذكور.

ولا تخزون في ضيفي: أي لا تذلوني ولا تهينوني بالتعرض لضيفي.

رجل رشيد: أي ذو رشد وعقل ومعرفة بالأمور وعواقبها.

أو آوي إلى ركن شديد: أي إلى عشيرة قوية تمنعني منكم. ولم تكن له عشيرة لأنه من غير ديارهم.

معنى الآيات:

هذه فاتحة حديث لوط عليه السلام مع الملائكة ثم مع قومه قال تعالى { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا } وهم ضيف إبراهيم عليه السلام { لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ } أي تضايق وحصل له هم وغم خوفا عليهم من مجرمي قومه. وقال هذا يوم عصيب أي شديد لما قد يحدث فيه من تعرض ضيفه للمذلة والمهانة وهو بينهم هذا ما دلت عليه الآية الأولى [77] أما الثانية [78] فقد أخبر تعالى عن مجيء قوم لوط إليه وهو في ذلك اليوم الصعب والساعة الحرجة فقال عز وجل { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } أي مدفوعين بدافع الشهوة البهيمية مسرعين ومن قبل كانوا يعملون السيئات أي من قبل مجيئهم كانوا يأتون الرجال في أدبارهم فأراد أن يصرفهم عن الضيف فقال { يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أي هؤلاء نساء الأمة هن أطهر لكم فتزوجوهن. واتقوا الله أي خافوا نقمته ولا تخزوني في ضيفي أي لا تهينوني ولا تذلوني فيهم. أليس منك رجل رشيد؟ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فأجابوه لعنهم الله قائلين: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق أي من رغبة وحاجة، وإنك لتعلم ما نريد أي من إتيان الفاحشة في الرجال. وهنا قال لوط عليه السلام: { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } أي أنصاراً ينصرونني وأعواناً يعينوني لحلت بينكم وبين ما تشتهون، أو آوي إلى ركن شديد يريد عشيرة قوية يحتمي بها فتحميه وضيفه من قومه المجرمين.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- فضيلة إكرام الضيف وحمايته من كل ما يسوءه.

2- فظاعة العادات السيئة وما تحدثه من تغير في الإِنسان.

3- بذل ما يمكن لدفع الشر لوقاية لوط ضيفه ببناته.

4- أسوأ الحياة أن لا يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

5- إظهار الرغبة في القوة لدفع الشر وإبعاد المكروه ممدوح.