الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

المقصود من الاستدراك بقوله { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ } إلى آخره الإشعار بأن تخلف هؤلاء غير ضائر، فإنه قد قام بفريضة الجهاد من هو خير منهم وأخلص نية كما في قولهفَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـٰفِرِينَ } الأنعام 89. وقد تقدّم بيان الجهاد بالأموال والأنفس، ثم ذكر منافع الجهاد فقال { وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ } وهي جمع خير، فيشمل منافع الدنيا والدّين، وقيل المراد به النساء الحسان، كقوله تعالىفِيهِنَّ خَيْرٰتٌ حِسَانٌ } الرحمٰن 70 ومفرده خيرة بالتشديد، ثم خففت مثل هينة وهينة وقد تقدّم معنى الفلاح، والمراد به هنا الفائزون بالمطلوب، وتكرير اسم الإشارة لتفخيم شأنهم وتعظيم أمرهم، والجنات البساتين. وقد تقدم بيان جري الأنهار من تحتها، وبيان الخلود والفوز، والإشارة بقوله { ذٰلِكَ } إلى ما تقدّم من الخيرات والفلاح، وإعداد الجنات الموصوفة بتلك الصفة، ووصف الفوز بكونه عظيماً يدلّ على أنه الفرد الكامل من أنواع الفوز. وقد أخرج القرطبي في تفسيره، عن الحسن أنه قال الخيرات هنّ النساء الحسان.